• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حكومة الأزمات  .
                          • الكاتب : بان الاسدي .

حكومة الأزمات 


إن الحكومة الحالية خرجت من الأزمات بكل قياساتها المعقولة وغير المعقولة! والشعب يترقب بين حَذِراً ومستبشر؛ لأن له في الحكومات السابقة تجربةٌ تستدعي الحذرَ، فالمواطن لا يريد شعارات بل يريد خبزاً ورغداً  في العيشِ. 
التأريخ شاهد على الفاشليّن وما أكثرهم، اللذين انحدروا بإمامهم الى وادي سحيق، و قِلَّة من مجدهم التأريخ ، وأعلم أيها القارئ الفطن لنا تجربةً مريرة، وليست ببعيدة مع من حكمونا لفترة طويلة، وانظر ماذا فعل هؤلاء، نهبوا البلاد، وقتلوا العباد، وجعلوا مترفيها أسفلهم، وصعاليكها أعلاهم، ولنا في التأريخ عبراً ودروساً بليغة، ولا تثق بالأقوال كثيراً، بل نتيجة الاقوال أعمالها، وما كان لله ينمو.
 لَسنا اليومَ بِصدد أن  نصدر حكماً على هذا وذاك؛ فلنقف اليومَ ونفتش في الوثائق والأعمالَ، ما كان صالحاً فهو منا والينا، وما كان طالحاً فهو كزَبَدِ الْبَحْرِ يَذْهَبُ جفَاءً، حُكمنا على ما يقره الَشعب، وسُخطنا على يسخط منه؛  ولكن أطلب من الوثائق أن تعرض وأن يتكلم أصحابها، لنميز بين الغثي والسمين، ومن الإنجازات أن تعرف واقعيا بعيداً عن الهالة الإعلامية التي تحيط ببعض المتصدريّن، وكأن همهم الوحيد ومهمومهم الخروج في وسائل الأعلام، وأعلم أيها القارئ الكريم، أن قياس الْمَرْءُ في عمله، وعمله في علمه، ولا علم دون عمل، ولا عمل دون علم؛ لأن الله سبحانه عزه وجل قال: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا }.
ولو عدنا أيها اللبيب لنتفحص الساحة اليوم بشكل واقعي من حكومة خرجت من مخاض الازمات! وربما ولدت ولادة قيصرية! حتى نعرف الى أين نحن ذاهبين، هل تقهقرنا الى الوراء، ام سرنا بخطوات ملحوظة الى الامام؟ وبين هذا وذاك تجاذبات  يبقى سؤال نسألهُ للمتصدرينَ، أين هي اعمالكم وإنجازاتكم؟ وماذا قدمتم؟ هل انتم راضين على أنفسكم؟ أم منشغلين بالتناحرات هنا وهناك املين أن ترضى بعض الأطراف، وكما يقولون (رضَا النَّاسِ غَايَةٌ لاَ تُدْرَكُ)  أم أنكم شمرتم على سواعدكم، وقُلتم هيا الى العمل، هيا الى ثورة التصحيح دون الرجوع الى الوراء.
 فإن كنتم بالوصف الأول  فليرحمنا الله ويرحمكم، وان كنتم من أصحاب الوصف الثاني، فبارك الله بكم، وسيكتب عنكم التأريخ بشقي، ولا تزوير في التأريخ اليوم؛ لأن العالم ابصرت الحقيقة، الحقيقة التي ترفع صاحبها الى السمو هي نفسها الحقيقة التي تهبط بصاحبها الى مكان سحيق!
 واملي أيها القارئ اللبيب، كما هو أملك أن ينعم هذا العراق الجريح بلدنا العزيز بنخبة طيبة الأصول؛ لغرض أن تربوا الارض نباتاً طيباً وتتغنى ربوع العراق بأبنائها والتهجع تلك الارواح الطاهرة من قلقها على مستقبل أبنائها، وترقد بسلام على أن هناك أبناء حملوا الأمانة ولا يخافون لومة لائم بالحق، وكما يقولون (لو خليت قلبت) ، هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                                               
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=186288
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 09 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13