الحلقة احدى حلقات من المقال والحلقات الاخرى في مواقع.
جاء في کتاب زينب الكبري للشيخ جعفر النقدي عن بعض الاخبار المروية عنها: من ذلك ما في كتاب الورع لاحمد بن حنبل المطبوع بمصر حديثا عن عطاء بن السائب قال حدثتني ام كلثوم ابنة علي هي زينب عليها السلام اذا اطلقت في لسان المحدثين و اذا اريد غيرها قيدوا الاسم بالوسطى او الصغرى) قال اتيتها بصدقة كان أمر بها قالت احذر شباننا فان ميمونا او مهران اخبرنى انه مر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا ميمون او يا مهران انا اهل بيت نهينا عن الصدقة و ان موالينا من انفسنا فلا تأكل الصدقة و من ذلك ما روي (عن كتاب) ثاقب المناقب لعماد الدين محمد بن علي الطوسي طاب ثراه، قال عن زينب بنت علي عليه السلام قالت صلى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الفجر ثم اقبل على أمير المؤمنين عليه السلام فقال هل عندكم طعام؟فقال لم آكل منذ ثلاثة ايام طعاما و ما تركت في بيتنا طعاما، فقال صلى الله عليه وآله وسلم سر بنا الى فاطمة فلما دخلا على فاطمة نظرا اليها و قد اخذها الضعف من الجوع و حولها الحسنان عليهما السلام فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يا فاطمة فداك ابوك هل عندك شيء من الطعام؟فاستحيت فاطمة ان تقول لا فقالت نعم و قامت و استقبلت القبلة لتصلى ركعتين فاحست بحسيس فالتفتت و اذا بصحفة ملأى ثريدا و لحما فانت بها و وضعتها بين يدى ابيها صلى الله عليه وآله وسلم فدعا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بعلي و الحسن و الحسين و نظر علي عليه السلام الى فاطمة متعجبا و قال يا بنت رسول اللّه أنى لك هذا فقالت هو من عند اللّه ان اللّه يرزق من يشاء بغير حساب، فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم و قال الحمد للّه الذي جعل في اهلي نظير زكريا و مريم اذ قال لها (أنى لك هذا قالت هو من عند اللّه ان اللّه يرزق من يشاء بغير حساب) و بينما هم مشغولون بالاكل و اذا بسائل بالباب يقول السّلام عليكم يا أهل البيت اطعموني مما تأكلون فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم اخسأ اخسأ اخسأ فقال علي عليه السّلام من هذا يا رسول اللّه فقال صلى الله عليه وآله وسلم هو ابليس لعنه اللّه علم ان هذا من طعام الجنة انانا بصورة سائل ليتناول من هذا الطعام و بعد ان اكل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم و علي و الزهراء و الحسن و الحسين عليهم السّلام و شبعوا ارتفعت الصحفة الى السماء حديث الجفنة او الصحفة او نزول المائدة من السماء لفاطمة في بيتها روي بطرق عديدة، و الظاهر ان هذه المائدة تكررت لفاطمة صلوات اللّه عليها، و قد روى المجلسي رحمه اللّه في البحار جملة من الاحاديث في ذلك منها ما نقله عن الخرايج روي ان عليا عليه السلام اصبح يوما فقال لفاطمة هل عندك شيء تغذينيه قالت لا فخرج و استقرض دينارا ليبتاع لاهله ما يصلحهم فاذا المقداد في جهد و عياله جياع فاعطاه الدينار و دخل المسجد و صلى الظهر و العصر مع رسول اللّه عليه السلام ثم اخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي و انطلقا الى فاطمة و هي في مصلاها و خلفها جفنة تفور فلما سمعت كلام رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم خرجت فسلمت عليه فرد السّلام ثم قال عشينا غفر اللّه لك (و قد فعل) فوضعتها بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الذي لم انظر الى مثل لونه قط و لم أشم مثل رائحته قط و آكل اطيب منه، قال علي عليه السلام و وضع كفه بين كتفي و قال صلى الله عليه وآله وسلم يا علي هذا بدل عن دينارك ان اللّه يرزق من يشآء بغير حساب، و نقل عن الكشاف مثله عند قصة زكريا و مريم بتغيير يسير، ثم قال: و بقي الطعام كما هو بعد اكلهم و جميع اهل البيت و أوسعت فاطمة على جيرانها.
يقول الشيخ جعفر النقدي في كتابه عن أم ايمن ان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم زار منزل فاطمة عليها السلام في يوم من الايام فعملت له حريرة و أتاه علي عليه السلام بطبق فيه تمر ثم قالت أم أيمن (كانت مولاة النبي و حاضنته و قد شهد لها صلّى اللّه عليه و آله بانها امرأة من أهل الجنة اسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن ابن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان، تزوجها عبيد بن زيد من بني الحارث ابن الخزرج فولدت له أيمن و استشهد يوم خيبر، فتزوجها زيد بن حارثة فولدت له اسامة بن زيد، و كانت وفاتها في خلافة عثمان و صلى عليها أيمن) فانيتهم بغس فيه لبن و زبد فأكل رسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين من تلك الحريرة و شرب رسول اللّه و شربوا من ذلك اللبن ثم أكلوا و اكل من ذلك التمر و الزبد ثم غسل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يده و علي عليه السلام يصب عليها الماء فلما فرغ من غسل يده مسح وجهه ثم نظر الى علي عليه السلام و فاطمة و الحسن و الحسين نظرا عرفنا به السرور في وجهه ثم رمق بطرفه نحو السماء مليا ثم انه وجه وجهه نحو القبلة و بسط يديه و دعا ثم خر ساجدا و هو ينشج فاطال النشوج و علانحيبه و جرت دموعه ثم رفع رأسه و اطرق الى الأرض و دموعه تقطر كانها صوب المطر فحزنت فاطمة و علي و الحسن و الحسين عليهم السّلام و حزنت معهم لما رأينا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم و هبناه ان نسأله حتى اذا طال ذلك قال له علي عليه السلام و قالت له فاطمة عليها السلام ما يبكيك يا رسول اللّه لا ابكى اللّه عينيك فقد اقرح قلوبنا ما نرى من حالك فقال صلى الله عليه وآله وسلم يا اخي سررت بكم (و قال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه هيهنا) فقال يا حبيبي انى سررت بكم سرورا ما سررت مثله قط و اني لا نظر اليكم و احمد اللّه على نعمته علي فيكم اذ هبط علي جبرائيل عليه السلام فقال يا محمد ان اللّه تبارك و تعالى اطلع على ما في نفسك و عرف سرورك باخيك و ابنتك و سبطيك فاكمل لك النعمة و هناك العطية بان جعلهم و ذرياتهم و محبيهم و شيعتهم معك في الجنة لا يفرق بينك و بينهم يحبون كما تحب و يعطون كما تعطى حتى ترضى و فوق الرضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا و مكاره تصيبهم بايدي اناس ينتحلون ملتك و يزعمون انهم من امتك براء من اللّه و منك خبطا خبطا و قتلا شتى مصارعهم نائية قبورهم خيرة من اللّه لهم و لك فيهم فاحمد اللّه عز و جل على خيرته و ارض بقضائه فحمدت اللّه و رضيت بقضائه بما اختاره لكم.
ويستطرد الشيخ جعفر النقدي رحمه الله عن قول الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ثم قال لي جبرائيل يا محمد ان اخاك مضطهد بعدك مغلوب على امتك متعوب من اعدائك ثم مقتول بعدك يقتله أشر الخلق و الخليقة و اشقى البرية يكون نظير عاقر الناقة ببلد تكون اليه هجرته و هو مغرس شيعته و شيعة ولده، و فيه على كل حال يكثر بلواهم و يعظم مصابهم، و ان سبطك هذا و اومى بيده الى الحسين عليه السلام مقتول في عصابة من ذريتك و اهل بيتك و اخيار من امتك بضفة الفرات بارض يقال لها كربلا من اجلها يكثر الكرب و البلاء على اعدائك و اعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه و لا تفنى حسرته و هي اطيب بقاع الارض و اعظمها حرمة يقتل فيها سبطك و اهله و انها من بطحاء الجنة فاذا كان اليوم الذي يقتل فيه سبطك و اهله و احاطت به كتائب اهل الكفر و اللعنه تزعزعت الارض من اقطارها، و مادت الجبال و كثر اضطرابها و اصطفقت البحار بامواجها، و ماجت السموات باهلها، غضبا لك يا محمد و لذريتك، و استعظاما لما ينتهك من حرمتك، و لشر ما تكافي به في ذريتك و عترتك، و لا يبقى شيء من ذلك الا استأذن اللّه عز و جل في نصرة اهلك المستضعفين المظلومين الذين هم حجة اللّه على خلقه بعدك، فيوحي اللّه الى السموات و الارض و الجبال و البحار و من فيهن، اني انا اللّه الملك القادر الذي لا يفوته هارب و لا يعجزه ممتنع و انا اقدر فيه على الانتصار و الانتقام و عزتي و جلالي لا عذبن من وتر رسولي و صفيي و انتهك حرمته و قتل عترته و نبذ عهده و ظلم اهل بيته عذابا لا اعذبه احدا من العالمين فعند ذلك يضج كل شيء في السموات و الارضين بلعن من ظلم عترتك و استحل حرمتك فاذا برزت تلك العصابه الى مضاجعها تولى اللّه عز و جل قبض ارواحها بيده و هبط الى الارض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت و الزمرد مملوءة من ماء الحياة و حلل من حلل الجنة، و طيب من طيب الجنة، فغسلوا جثثهم بذلك الماء، و البسوها الحلل، و حنطوها بذلك الطيب، وصلت الملائكة صفا صفا عليهم، ثم يبعث اللّه قوما من امتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول و لا فعل و لا نية، فيوارون اجسامهم و يقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علماء لاهل الحق و سببا للمؤمنين الى الفوز و تحفه ملائكة من كل سماء مائة الف ملك في كل يوم و ليلة و يصلون عليه و يطوفون حوله و يسبحون اللّه عنده و يستغفرون اللّه لمن زاره و يكتبون اسماء من يأتيه زائرا من امتك متقربا الى اللّه تعالى و اليك بذلك و أسماء آبائهم و عشائرهم و بلدانهم و يوسمون في وجوههم بميسم نور عرش اللّه.
يقول الشيخ النقدي في كتابه: قالت زينب عليها السلام فلما ضرب ابن ملجم لعنه اللّه ابي عليه السّلام و رأيت عليه اثر الموت منه قلت له يا أبة حدثتني ام أيمن بكذا و كذا و قد احببت ان اسمعه منك فقال يا بنية الحديث كما حدثتك ام ايمن و كأني بك و بنساء اهلك سبايا بهذا البلد اذلاء خاشعين تخافون ان يتخطفكم الناس فصبرا صبرا فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما للّه على ظهر الارض يومئذ ولي غيركم و غير محبيكم و شيعتكم و لقد قال لنا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم حين اخبرنا بهذا الخبر ان ابليس لعنه اللّه في ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الارض كلها بشياطينه و عفاريته فيقول يا معاشر الشياطين قد ادركنا من ذرية آدم الطلبة و بلغنا في هلاكهم الغاية و اورثناهم النار إلا من اعتصم بهذه العصابة فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم و حملهم على عداوتهم و اغرائهم بهم و اوليائهم حتى تستحكموا ضلالة الخلق و كفرهم و لا ينجو منهم ناج و لقد صدق عليهم ابليس و هو كذوب انه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح و لا يضر مع محبتكم و موالاتكم ذنب غير الكبائر (قال زائدة) ثم قال علي بن الحسين عليه السلام بعد ان حدثني بهذا الحديث خذه اليك ما لو ضربت في طلبه آباط الابل حولا لكان قليلا.
|