• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البوصلة الحسينية... ابحار مختلف بحثا عن النهضة الحسينية .
                          • الكاتب : زينب محمد ياسين .

البوصلة الحسينية... ابحار مختلف بحثا عن النهضة الحسينية

 قبل البدء بالحديث عن البوصلة الحسينية، اود ان اشير الى ماهية الحسين عليه السلام؛ الحسين عليه السلام ظاهرة كونية، قيمة إنسانية، بوصلة قرآنية، هو كالماء والهواء مشاع للعالمين، ولا يمكن للإنسان ان يستنشق هواءً فكريا نقيا دون الارتباط مع وحدة قياس إنسانية الانسان، الا وهو الحسين عليه السلام الذي رسم من خلال القران الكريم للعالم الوجهة والهدف وزوده ببوصلته التي يمكن من خلالها الإبحار في سبر الحياة مهما اختلف الزمان والمكان.
   عندما تفقد الامة بوصلتها تعيش السبهللة وتضيع الحاضر والمستقبل عندها تنحدر كل شيء ، وعليه لابد ان يكون هناك من يعلمها إشارات الاستفهام الخالدة التي ترسم من خلالها خطوط الطول ودوائر العرض ويشير بالاتجاه الإيجابي ، لتخرج الامة من جوف المحيطات وتقاذف الأمواج باتجاه ساحل الأمل والعمل ، فلكل شيء في هذا الحياة مقصد وغاية واتجاه ، فعلى سبيل المثال بوصلة المؤمن في الصلاة يشير باتجاه الكعبة المشرفة ، وفي ظل تعدد البوصلات وانتشارها بشكل هائل وضخم في عصر اصبح العولمة تسلط رؤاها على واقع الامة ، فقد بات مجتمعاتنا الإسلامية تبحر مبعثرة الاتجاه متقطعة المسير ، فهي بحاجة الى بوصلة نابعة من ثقافة السماء ومنبع الوحي ونور القران وأهله المطهرين، لترشدها الى الإيجابية ، وليس هناك نموذجا جسد البوصلة القرآنية الى مقاصدها كالبوصلة الحسينية ، حيث حدد بوضوح اتجاه المشروع النهضوي معتمدا على المفاهيم القرآنية بدون تكلف ومناورات ، بل كان واضحا وضوح الشمس في لحظة كانت الأمة تسبح في فراغ مطلق وتتحرك في تعاكس وتضاد بعيدا عن خط البوصلة القرآنية وسط سطوة القوة والسلطة ، عندها هيأ الحسين عليه السلام أسباب التفاعل مع فضاء التحرك في ساحات الإسلام . 
الامة الإسلامية اليوم، بحاجة الى بوصلة الحسين الحقيقي أكثر من أي وقت مضى، والاستفادة من مشروع النهضة الحسينية في تحديد الاتجاه الصحيح في تشخيص ما يدور حولها من مؤامرات في تشويه وتشويش منطلقاتها القائم على الاخلاق السامية عن طريق التمهيد لطرق معوجة باستخدام أدوات ناعمة وأفكار منحرفة، ليمضي أبناء هذه الأمة في غير وجهتها القرآنية الحسينية، تتجول في حقول الألغام الفكرية والغرائزية والمصطلحات المهددة للقيم الأخلاقية والفطرة الإنسانية كالجندرة والاباحية والحريات المزيفة، واتساقا مع ما تقدم ، على عاتق  الامة ان تعيد حساباتها وتقرأ القراءة الواعية للمشروع الحسيني الذي يجمع نحو الانطلاق لمواجهة الأزمات ومحاربة الفساد ونبذ الطغاة ، لأنه سياتي بالإشارة الصحيحة في مفترقات الطرق لكي لا يتخطى المرامي ولا يخطأ في المرامي . 


م.م. زينب محمد ياسين عبد القادر/ جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الإنسانية  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=186056
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 08 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13