وقد شهد بتمكنه الشاعر والاديب الكربلائي محمد زمان الذي ثمن هذا اللون من النظم لدى إمكانية الشاعر محمد حمزة ، قلت سارتقي شجاك متنعما باعذب الاطوار الحسينية لالتقي على مديات هذا الفن المزدان بالحكمة الحاج عزيز كلكاوي :ـ صعد الشاعر والرادود الحسيني أبو منتظر منبرا استثمر فيه مفرادته في زمن التحدي الذي انقطع فيه التواصل بين شدو الماضي والواقع الذي انفصل عن ماضيه ، فاحيا لنا اطوارا مبدعة تجمع الماضي وشجو حنينه بالحاضر وأعاد الحياة لقصيدة الكعدة وهي الارتكاز على انشاد الرادود وشد الفواصل اللحنية من الصوت الجماهيري المشارك وتؤدى دون لطم والناس جلوس فهو له امتياز احياء هذا اللون الذي كاد يموت ، هذا هو العهد حد النفس الأخير لتنهض واحسيناه ندية الدمع وسماء الشجو حنين ، لذلك عرفته كربلاء ابنا بارا لها ولهويتها فخرجت تحمل نعشه على الاكتاف لتزفه الى رايات الطف
كان المرحوم محمد حمزة يهيء لحمز الزغيرة مواكب التعزية لكونه كان يصعد اكثر من منبر لليلة الواحدة فيصعد محمد حمزة يشغل فراغه الى حين يأتي ، دائما كنا نتجالس لنتأمل في القصائد الموجودة للشاعر الحسيني كاظم المنظور ونتباحث في شأن بعض القصائد المفقودة او بعض الاطوار لنعمل على مواكبتها زمانيا واستلم بعد حياة حمزة الزغير الكثير من المواكب الحسينية الكربلائية وكان اللوب الفاعل في هيئة الشعراء ، رادود محترم وشاعر كبير ،
قلت سأرتقي خطواتك يوما الى شرفات السلام وأمر على الشهود لألقي رؤاي الحزينة تحت ظلالك على مهج خلت من طعم انكسار ( ابد والله ما ننسى حسينا ) أوغلت فينا فطرزنا من دمانا على راحتيها السلام ، هو صوت من حضرة القداسة انقله اليك
هو نجم من نجوم المنبر الحسيني وشخصية اجتماعية لها مواقف خير مع المجتمع الكربلائي ، وكان له تاثير بالغ على المواكب الحسينية ولدينا مسيرة طويلة معه ،منذ تأسيس قسم المواكب واستمر عملنا الى ان ارتقت هذه اللجنة الى مستوى قسم بجهوده الطيبة وبما يمتلك من خبرة طويلة وكان يحمل اسم المشرف العامعلى المواكب الحسينية ، الى ان وصلنا الى تطوير عمل اللجنة لتشمل المحافظات العراقية كانت متابعته مستمرة ، الى ان وافاه الاجل وقد نذر نفسه لكربلاء ولابناء كربلاء للخدمة الحسينية الموفقة والشعائر الحسينية ، رحم الله الحاج محمد وبقى يعيش من وجداننا
من نوادر المعلومات ان الشاعر كاظم المنظور قد منح الشاعر محمد حمزة الكربلائي بتغيير ما يراه مناسبا وتغيير الاطوار لتواكب ذائقة الجمهور المعاصر ، فبدأ المرحوم محمد حمزة يغير ويجمع المستهلات القديمة وينظر عليها قصائد رائعة ونجح في كتابة الشعر نجاحا باهرا في صائده وقرأ له محمد حمزة العديد من القصائد واتذكر منها
( ياوجود الدين يا نور العقيدة ) خسرته كربلاء دون ان تحصل على البديل المناسب الذي يعوض مكانه ،
يحمل دم اللوعة والصبر والتصابر وهاهم ابناء كربلاء يرفعون بنعشه العزاء الى كربلاء مثقلين بالعويل ،ليعبر فقيدنا الرادود الكربلائي صوب لقاء الرحمة والفيض التضحوي حسينيا مزدهيا بالخلود ، تاركا في احضان هذه المدينة اولاده منتظر وذو الفقار
واربع بنات وبيتا عامرا بمحبة اهل البيت عليهم السلام في منطقة الجمعية ،كربلاء ...تشهد له بالق الخطى والسيرة الحسنة
مذ ترعرع الصوت نديا ب ( ها يحسين وامصابة ) ورجال السلطة الضاعنة بالموت يطاردون صداه اينما حل وعلى كل منابر المدينة واحياءها يطاردون صدى صوته اليافع بمحبة اهل البيت عليهم السلام فلقد تصدى مع مجموعة من خدمة الامام الحسين (ع) لأقامة المجالس الحسينية بالسر بعد ان منعها اللانظام المقبور منذ ثمانينات القرن الماضي ولكن بصورة مختصرة جدا خوفا من بطش اللانظام وجلاوزته وبعد الانتفاضة الشعبانية المباركة في 5/3/ 1991م تصدى هو والخيرين من خدمة المنبر الحسيني شعراء و رواديد من ابناء هذه المدينة الخالدة الى اعادة المجالس الحسينية في العديد من بيوت المدينة وبساتينها ، وتعرض نتيجة هذا الى الاعتقال والتعذيب على يد جلاوزة اللانظام مرات عديدة وكان يقضي الشهور بسجن الجلادين نتيجة وقوفه بوجه البعث وازلامه الا ان هذا الامر لم يثنه عن مواصلة طريقه في خدمة الامام الحسين عليه السلام، سكتوا واخرس صوتهم امام فصاحة صبره البهي ، انطفئوا وهم على جادة الحياة وتألق هو رغم هذا الموت حضور يسخر من غيابهم ، ما زال وسيبقى يصعد منابر الولاء الى مآقي اليقين ، هي الدنيا آنست صوته فأوقدت قبس الزهو اطوار حنين تفيض بالشجى الكربلائي ، فلقد تتلمذ على يديه معظم الشعراء والرواديد في مدينة كربلاء المقدسة وخارجها ، قرأ قصائده العديد من الرواديد في داخل العراق وخارجه ، وبعد سقوط الطغاة وعودة المواكب الحسينية الى العمل بالعلن وتوسع وازدياد اعداد هذه المواكب في داخل مدينة كربلاء المقدسة وفي محافظات القطر كافة بل شملت جميع انحاء الكرة الارضية فكان لزاما انشاء مؤسسة ترعى وتدير شؤون هذه المواكب فاسس رحمه الله هو ومجموعة من الحسينين لجنة تنظيم المواكب الحسينية ومن ثم تم تحويل هذه اللجنة الى قسم الشعائر والهيئات والمواكب الحسينية ويتبع هذا القسم الى الامانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وكان فقيدنا الغالي ممن لهم الدراية والخبرة للعمل في هذا الجانب وخدمة اصحاب المواكب بل نذر نفسه للعمل طوعيا لهذا القسم المبارك، رغم المرض الذي الم به كان همه الوحيد هو خدمة القضية الحسينية وكان القدر يريد ان يقول ان الجنة بانتظارك يا خادم الحسين فتعجل مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة
:ـ رافقت المرحوم الحاج في رحلته العلاجية الى دولة لبنان وعند وصولنا استقبلنا الاخوة الموجودين هناك والذين تم الاتفاق معهم لأكمال الإجراءات العلاجية في احدى المستشفيات في بيروت ، باشر في الدخول الى المستشفى حال وصوله الى بيروت ،اشرف على علاجه مجموعة من الأطباء اللبنانين وكان من الأطباء الكفؤئين ولم يقصروا جهدا في علاجه ، وفي الرحلة الثانية الى ايران وبالتحديد في مستشفى سيد الشهداء في طهران ، كان الاخوة الحسينين من أهالي كربلاء المقيمين في ايران الإسلامية من عدة مدن يقومون بزيارته دوريا ولم ينقطعوا من زيارته طيلة فترة مكوثه في المستشفى ، كان همه الأول والأخير مدينة الحسين عليه السلام والمواكب الحسينية
تداعيات المرض القاسية لم تثن عزيمة صوته ان يقرأ لنا من قصائده اشعار عشق حسيني هو لم يقطع الامل يوما بالله لكنه كان يشكو من البعاد ، رجل كل ما فيه كربلاء لا يستطيع ان يعيش دونها وان كان في قربها الانين
( يـالـقـاصـديـن الـكـربله وينه اليوديني وين
يـرتـاح قـلبي و خاطري من أوصل القبر حسين
أحرم و أطوف ابحضرته و أنحب و اصب دمع العين
أمـنـيـتـي هـذي بـالعمر خلني أموتن بعدين )
لبى رحمه الله نداء ربه ملتحقا بركب الامام الحسين ( ع) مرافقا من سبقه بالخدمة المباركة في صبيحة يوم الاحد 23/3/2014م والشوارع الكربلائية هي الأخرى أحتشدت في قلوب مودعيه ومن لم تحمله اقدامه حملته الدموع وهتافات العويل ، تتسع بركات الوداع في حدقات العيون وشيع جثمانه الطاهر تشييعا مهيبا منطلقا من المخيم الحسيني
|