الطاعة شيء والأثر الذي يخلّفه المكلّف في طريقه الى الطاعة شيء آخر ، وكل منهما طاعة وعبادة مستقلّة ولهما سجلّهما الخاص ..
فمما ورد في تفسير قوله تعالى ( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) :
√ الحديث الأول : عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال : خلت البقاع حول المسجد ، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد ، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه - وآله- وسلم فقال لهم : ( إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد ) ، قالوا : نعم يا رسول اللّه قد أردنا ذلك ، فقال صلى اللّه عليه - وآله- وسلم : ( يا بني سلمة : دياركم تكتب آثاركم ، دياركم تكتب آثاركم ) . أخرجه أحمد والإمام مسلم .
√ الحديث الثاني : عن أبي سعيد الخدري قال : كانت بنو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قريب من المسجد فنزلت : { إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم } فقال لهم النبي صلى اللّه عليه - وآله - وسلم : ( إن آثاركم تُكتب ) فلم ينتقلوا . أخرجه ابن أبي حاتم والترمذي .
√ الحديث الثالث : عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يتحولوا إلى المسجد فنزلت { ونكتب ما قدموا وآثارهم } فثبتوا في منازلهم " أخرجه الطبراني .
√ الحديث الرابع : وروى ابن جرير عن ثابت قال : مشيت مع أنَس رضي اللّه عنه فأسرعت المشي فأخذ بيدي فمشينا رويداً ، فلما قضينا الصلاة قال أنَس : مشيت مع زيد بن ثابت فأسرعت المشي ، فقال : يا أنَس أما شعرت أن الآثار تكتب ؟ .
نفهم من هذه الأخبار أن للسعي والمشي للطاعة أثر يُكتب ، وأن مقدّمة الطاعة طاعة ، وأن للبعد المكاني عن مواقع العبادة له فضله وبركته ، ولنا في مشي ائمة أهل البيت الى بيت الله الحرام أسوة حسنة كذلك ..
|