ايام خالدات ينتظرها الشيعة بفارغ الصبر، الجميع تشاهدهم منشغلون بالتحضيرات لأحياء مراسيم العشرين من صفر، فهناك من يهيئ نفسه للمشي سيراً على الاقدام ، ومنهم من يقوم بتهيئة المواكب الحسينية لإستقبال الزائرين المتوجهين نحو قبلة الأحرار، وهناك من يأتي من أبعد نقطة في العالم للمشاركة في الزيارة الأربعينية، فهي ليست زيارة فحسب بل تظاهرة مليونيه تؤيد الحق والعدل الذي جاء من اجله الامام الحسين (عليه السلام) واستشهد في سبيله.

 الآف الفضائيات والاذاعات والوكالات الاعلامية ستوثق الحدث بكل تفاصيله، وستصل مشاهده الى كافة انحاء دول العـالم ، فهي المسيرة الأضخم على مستوى تاريخ البشرية، فخلال اكثر من عشرة ايام متواصلة تشاهد الجموع تسير قدما عبر الطرق المختلفة الواصلة الى كربلاء ، يعكس  العراقيون فيها عن كرمهم اللامحدود واخلاقهم العالية ، فيعود الزائرون الى بلدانهم يتحدثون عن ما رأوه من خدمة لا نظير لها، فيزداد العدد في السنة القادمة وهكذا  ، حتى اصبح  عدد الزائرين خلال الزيارة الاربعينية للعام السابق اكثر من ٢٤ مليون زائر وفدوا الى كربلاء من داخل العراق وخارجه، الاعلام له الدور الأكبر في انجاح الزيارة من خلال التغطيات المباشرة لما تقوم به المؤسسات الخدمية خلال الزيارة ، ورصد الحالات الايجابية التي تستوجب الثناء عليها ، والسلبية التي تتطلب معالجتها بأسرع وقت، وكذلك يوثق الاعلام المشاهد التي تعبر عن اخلاق التابعين لأهل البيت عليهم السلام عبر تقديمهم الخدمات للزائرين وكل من موقعه ، فالجميع يعمل لتسهيل المهمة للزائر حتى وصوله لقبلة الاحرار في كربلاء .

بالإضافة الى ذلك فأن القنوات الفضائية تسلط الضوء على الندوات و اللقاءات مع الشخصيات المثقفة والخبراء في الفكر والتاريخ الاسلامي للتعمق في قضية الامام الحسين (عليه السلام) ودراسة اهدافها وبمختلف اللغات لإطلاع الشعوب على نهج اهل البيت (عليهم السلام ) .

فيخوض  الاعلام في هذه الأيام معركة شرسة ضد المتسيطين والمبغضين والحاقدين الذين يرومون افشال او تقليل اهمية حدث الزيارة الاربعينية ، فيركز الاعلام على جميع الجوانب الإيجابية التي تخدم إنجاح الزيارة ، وتقدم الكوادر الاعلامية جهوداً لا مثيل لها خلال عشرة أيام يتحملون فيها عبئاً كبيرا ليصلوا إلى هدفهم المنشود .

 الجهات الاعلامية لا يمكنها تحقيق النجاح مالم تتكاتف معها الجهود من المؤسسات الخدمية والحكومية ، وحتى اصحاب المواكب والزائرين ، فالجميع  امام مهمة  انجاح مراسيم الزيارة لكن الجزء الأكبر منها يقع على عائق الجهات الاعلامية .