• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشهادة الجامعية... مجرد ورقة .
                          • الكاتب : احمد جابر محمد .

الشهادة الجامعية... مجرد ورقة

لاينبري الانسان الانقياد خلف احلامه التي أسس لها منذ بدايه حياته ويسعى جاهداً لتحقيقها واحدة تلو الاخرى وبالترتيب وحسب الاولوية التي يضعها وتصبح تلك الاحلام هدفاً امام نضره يتأمل كثيرا ويجتهد ويكافح ويتحمل الكثير من المصاعب لاجل تلك الاحلام. ومن جملة تلك الاحلام حصوله على الشهادة الجامعية التي هي جزء مهم منها ولربما الاهم حسب تفكيره وقناعته بها وتمر السنوات كالسحاب وتنجلي المعوقات والتعثرات وتتلاشى المحن ويتجاوزها وتصبح ماضياً يذكر بمثابة دورس وعبر وتحدي نتيجة الاصرار في قرارة نفسه حينما يكون الهدف قريب من مرأى العين. تتولد تدريجياً رغبة عارمة في اكمال ذلك الطريق حتى النهاية وما ان شارف الحلم ان يكون بمتناول اليد يبدأ الحلم الاخر ينبض ليعيد بوصلة الاصرار والاستعداد لانطلاق رحلة جديدة. ولكون كل منا مر بهذه التجربة واخذت من حياته الكثير يرى هذا الطريق بمنضوره هو وحسب رؤيته لذلك الحلم الذي يود تحقيقه وهو بكل الاحوال امر مباح وحق مشروع يعتمد على جهد الانسان ومقدار عطائه وتعبه وشقاؤه. منهم من ينظر الى حصوله على الشهادة الجامعية على انها مكسب معنوي يمنحه حسب فكرته مكانة بين اقرانه او ربما تعلو على مكانتهم ممن يعلمون بشهادته ومفخرة ووسيلة للتباهي لدى الاخرين ممن لايعلمون بشهادته فيخبرهم بها . اما الطرف الاخر من الرؤية لدى البعض لايراها سوى هدفاً وطموحاً سعى لاجل تحقيقه ورغبةً منه في مزاولتها مستقبلاً حباً بها لان هذا الحلم هو رغبته والشيء الذي طال انتضاره والمكان الذي يستطيع ان يبدع فيه ويثبت قدرته وكفاءته بهذا التخصص. اما الفئة التي تفكر ولايتجاوز تفكيرها النظر لقدميها ترى في ان قيمة الانسان من قيمة الشهادة الحاصل عليها وهذا من وجه نظري تفكير خاطىء فالشهادة مهما كانت ومن اين كانت لاتضيف للانسان اي شيء ولا تتجاوز كونها مكافئة دراسة اكاديمية لصاحبها وتفي بالغرض المؤسس لها ليس الا ومستحيل ان تعطي مكانة او واجهة الا لدى من يعانون من عقدة النقص يقابلهم ذوي العقول الفارغة مصفقين لهم. لذا فعلينا ان نلتمس طريق العلم لاجل الحصول على الشهادة بنهايته وان نضع في الحسبان مبادىء مهمة بانها لا تضيف لك خُلقاً ان لم نكن قد اكتسبناه ونشأنا عليه في منازلنا وهي لا تضع لك قيمة لدى الناس ما لم تؤسس انت لتلك القيمة قبل حصولك عليها لانسانيتك وتواضعك وصدقك والرقي بالاسلوب حين الحديث والتعامل الطيب او بالمثل. ولدينا الكثير من الامثلة لو اردنا المقارنة بين البعض منها ممن يحتسبون على الطبقة المثقفة حسبما يريدون ان يروجوا لها وبين من لايمتلك الشهادة الجامعية لظروف قاهرة خارجة عن ارادته ولقسوة الحياة سنجد الاخير يمتلك من المؤهلات والشروط ما هو احق بها من غيره فالشهادة الجامعية لاتتعدى كونها ورقة ولم ولن تكون مقياسا لشيء سوى انك قد منحت لك لاجتيازك اختباراً ما وكوفئت عليه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=185949
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 08 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12