• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ايكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء يارسول الله ؟ .
                          • الكاتب : الشيخ عطشان الماجدي .

ايكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء يارسول الله ؟


اثناء مطالعتي لأحدى خطب النبي صلى الله عليه واله في كتاب منتهى الامال/ ٢ / ٨٣٥ / لمحت بذاكرتي حادثة قد حفرت فيها ، فعادت بي بسرعة البرق الى بدايات ايام شبابي ، فلها من السنين ما قارب الثلاثين ، رغم قراءتي لها لأكثر من مرة خلال تلك المدة الزمنية الطويلة ، ولعلها لم تعاود الظهور لعدم وجود المناسبة ، فطرق باب ذاكرتي شهاب وارتحل ، تاه فكري وتشتت انتباهه ، وسرح بعيدا مستغرقا ، كأنه اصيب بعدم الادراك ، ذهل وضل ، فظل ماكثا في طي زمن تتراقص امامه مخيلات شتى ، عطفت مائلة ماثلة دون انحباس ، تتراءى في صور  واشباح ، انتفض حولي غبار ايام تآكلت ، لتتجول في طياتها تحاكي القلب لعله تفطن رغم التأخير ، وبقيت النفس ترتجي هجران حاضرها ،  شاحبة تتجاوز  وظيفة الكل ، متخطية الذكريات ، كأنها ذرات متناهية الصغر ، لتتجمع مرتطمة بجدران النسيان ، لتعبر محيطات زاخرة بالالام والامال ،  آه ، قد تبددت العتمة لتسفر عن لحظات غادرتها واليها عدت مرغما . وبلدنا يرزح تحت ظلام دامس وشبه توقف للحياة ، وتحت ضغط امني رهيب ومخيف بسبب حماقات النظام العفلقي الصدامي الدموي ، انه صيف عام ١٩٩١ م ، وقد جاءني بعض الأصدقاء انذاك ، فأخرج احدهم ورقة مكتوبة بقلم رصاص (وكأنه كنز عظيم) فقربت السراج منه ( الفانوس) وقرأ حديثا عن النبي صلى الله عليه واله كله غرائب وعجائب ونبوءات ، عن الملاحم والفتن واخبار المستقبل ، محن وشحناء وبشاعة افعال ، و مجريات لأحداث كثيرة ومثيرة بنفس الوقت ، فيها من التقلبات والاضطرابات في الاخلاقيات والسلوكيات المجتمعية والانحرافات ، ليكون المعروف منكرا وبالعكس ، ويحدث الضلال الفوضوي والمحن المتكاثرة ، فكان التأثير عميقا لدرجة أن علق في اذهاننا عبارة ( يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ) ، ولمدة ليست بالقصيرة نتداولها بيننا ، وفي كل مرة نزداد تعجبا واستغرابا ، وقد اخذنا ذلك بكل يقين رغم بساطتنا ، ولم نشك لحظة واحدة بالحديث النبوي ولكن اصبنا بالحيرة والدهشة والغرابة ، وتعاظم الذهول والخوف لعدم تخيل الامر ، ونفور النفس ، فلا يسري للمخيلة ومم لا تتقبله احلام اليقظة ، وكنا في مأزق كبير  سيما لم يكن هناك من اهل العلم ليشرح لنا ويبعد عنا ما بهتنا منه ، لا اطيل عليكم ؛ في خطبة حجة الوداع المروية عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه واله اخذ بحلقة باب الكعبة ثم اقبل علينا بوجهه ، فقال : الا اخبركم بأشراط الساعة؟ وكان ادنى الناس منه يومئذ سلمان رحمة الله عليه فقال : بلى يا رسول الله . وكلما يذكر رسول الله صلى الله عليه واله بعض الغيبيات كان سلمان يقول متعجبا : وان هذا لكائن يا رسول الله؟ والمصطفى صلى الله عليه واله يقول : اي والذي نفسي بيده يا سلمان ان عندها ...  ويذكر علامات واشراط اخر ، الى ان : (( وعندها يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، ولتركبن ذوات الفروج السروج فعليهن من امتي لعنة الله)) . لاندعي ابدا ان تلك الفترة كانت خالية من الشوائب والانحطاط ، والسفالة والوضاعة ، لا على العكس تماما ، بل كان النظام يساعد ويدعم بقوة وتميز للانحراف والرذيلة ، ولكن الموضوع مختلف تماما عما ورد في المقطع اعلاه ، وفيه محاور عدة : الاول اكتفاء الرجال بالرجال والثاني : اكتفاء النساء بالنساء والثالث : يغار على الغلمان والرابع : تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال والخامس ركوب النساء السروج . ففيها يطول الكلام ، ولذا الاقتصار على اللواط والسحاق اي ما يسمونه بالمثلية . وبعيدا عن البحث العلمي ، فإن الدلالة عليه والاشارات والمعنى كافية للقناعة بما ورد في المتن ، والى ما آل إليه الوضع الحالي من إنتشار المثلية والشذوذ الجنسي في العالم الغربي خاصة ومن يحذو حذوه ، ونرى الانقلاب السريع على الفطرة  الإنسانية والمعتقدات والقيم الجوهرية ، فلا يكاد تخل الارض منهم ، وبعضهم من ابناء جلدتنا يتبنى مشروعهم الشيطاني . وهنا إما ننتظر العقاب الالهي كما حصل لقوم لوط عليه السلام ، او نتحرك باتجاه الإصلاح من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، و كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . ودرء المفاسد والمخاطر المميتة بكل ما تعنيه الكلمة. واحب ان أطرح بعض الحلول ، لان الأمر يخص الجميع ، والمسلم الغيور تأبى نفسه الكريمة هذه الفعال المخجلة والمعيبة بحقه وحق اباءه وابناءه ، افعال انحطاط ودناءة ينفر منها ذي الطبع الكريم العزيز . والتركيز سينصب على ايجاد الحلول الناجعة والناجحة والعلاج الوافي والشافي وطرق المواجهة والوقاية .
١ . الاعتصام بحبله تعالى والتمسك بالثقلين ، فيشمل الكثير من التفرعات كأداء الواجبات من الصلاة وبر الوالدين واحترام العلماء والالتفاف حول المرجعية والحضور عند منابر الوعظ والإرشاد والتوجيه فيما يبينه العلماء وفرسان المنابر المتدينين في نشر ثقافة الاسلام والفطرة وبث روح القيم الرصينة والاعراف العريقة من الكرم والشهامة والعصامية والتقاليد الاصيلة والعادات العريقة غير الدخيلة على المجتمع العراقي المسلم وتنقية الاجواء العامة من الانحرافات الفكرية والعقائدية والثقافية .
٢ . تفعيل القوانين والأنظمة الوضعية النافذة ، او سن غيرها بما يتلائم وخطورة المرحلة لردع كل مامن شانه ان يكون سببا في نشر الفواحش ولا سيما اللواط والسحاق . 
٣ . دور التربية والتعليم الصالحين والجامعات والاعلام النظيف والقطاع الصحي والامني لتتضح مشاكل الشذوذ ومساوئه وامراضه المختلفة وبيان طرق محاربته ونشر الثقافة الإسلامية (( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى )) الحجرات / ١٣/ .
٤ . إظهار الحرص الشديد في تربية الأبناء ، وعدم اهمال التربية الاسرية بل المراقبة المستمرة والمتابعة دون تضييق وخناق للاقوال والافعال والسلوكيات و الهواتف والاصدقاء ، وتحصين العائلة من المنزلقات حسب منظور الثقلين فتلقينهم منهما أحكم والصق لهم ليشد بهم الذات الناشئة بالدين الحنيف غير زائغة عنه ، وتعليمهم الصلاة والتمرين على الصيام لغير البالغين ، ويتضح حرصهم عليهم السلام جليا في وصاياهم الى أدق التفاصيل بتحسين اسم المولود واكرام امه وتعليمه كتاب الله تعالى فلو كانت انثى فيعلمها سورة النور ولا يعلمها سورة يوسف ، ومما ورد مُختصرا : فعن النبي صلى الله عليه واله : من قبَّل غلاما من شهوة ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار . وعن الامام علي عليه السلام  : مباشرة المرأة ابنتها اذا بلغت ست سنين شعبة من الزنا . والباقر عليه السلام  : يفرّق بين الغلمان والنساء في المضاجع اذا بلغوا عشر سنين . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه واله : فرقوا بين أولادكم في المضاجع اذا بلغوا سبع سنين.  وروي انه يفرّق بين الصبيان في المضاجع لست سنين . والصادق عليه السلام  : اذا بلغت الجارية ست سنين فلا تقبلها ، والغلام لا تقبله المراة اذا جاوز سبع سنين .
ه . ايجاد القدوة الصالحة والراعي العفيف ينتج الرعية الصالحة ، ولا يتعلق الفرد بالمنحرفين من الاعلاميين والرياضيين والفنانين واهل الشهرة ممّن يرتضون هذه الافعال المذمومة .
٦ . تختص ملابس البنات بهن ، والذكور بهم  ، إذ من أولى عمليات قتل الأنوثة ان تلبس البنت لباس الذكر او بالعكس ، وما يتعلق بذلك من حقائب وقرطاسية و حلاقة و ...
٧ . ترسيخ مبادئ التنزه والترفع عن الرذائل في الطباع ، والاشمئزاز والمقت في انفسهم للفعل المشين من اللواط والسحاق وفاعليه ، فتكون عندهم ملكة نفسانية وجسدية مفعمة بالعقيدة الدينية التي تنفر عن سفالة اهل الفجور والسفاح والعاهرات ،  ممّا يتوقى فخاخ الفجور .
٨ . تعليم الاحكام الشرعية وبيان الحدود المترتبة على مرتكبي جريمة الجرائم : اللواط والسحاق ، بطرق حديثة ومتعددة ، ولنتعرض لبعضها ؛ حرمة زواج اللائط من ام واخت وبنت الملوط به ، انفصال زوجة الفاعل منه مباشرة دون الحاجة للطلاق اذا لاط بأبيها او أخيها أو ابنها على الاحوط وجوبا . وأتي امير المؤمنين عليه السلام برجل معه غلام يأتيه فقامت عليهما البينة فقال ياقنبر النطع والسيف ثم أمر بالرجل فوضع على وجهه ووضع الغلام على وجهه ثم أمر بهما فضربا بالسيف حتى قدهما بالسيف جميعا . الوسائل/٢٨/ ١٥٦/ . واورد الترمذي انه : قال رسول الله صلى الله عليه( واله) وسلم : من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به. الجامع الصحيح/ ٤ / ٥٧/ .  وهو حديث صحيح صريح في عقوبة القتل لهما .
واما في السحاق ؛ قال صلى الله عليه واله : السحق في النساء بمنزلة اللواط في الرجال ، فمن فعل من ذلك شيئا فاقتلوهما ، ثم اقتلوهما . / الوسائل /٢٨/ ١٦٦ /.
و عن ابي عبد الله عليه السلام في حديث  ، قال : أتي أمير المؤمنين عليه السلام بأمرأتين وجدتا في لحاف واحد وقامت عليهما البينة أنهما كانتا تتساحقان فدعا بالنطع ثم أمر بهما فأحرقتا بالنار . / الوسائل/ ٢٨ / ١٦٦/ .
٩ . و ما يقع على عاتق المؤسسات الحكومية في التنظيم والتقنين والاعلام لمختلف الأنشطة والقطاعات الرسمية والشعبية من الاختلاط والسفور والرحلات والجولات وقوانين الأسرة والتي يجب أن لا تكون معارضة للشريعة الإسلامية.
١٠ . تفعيل دور العتبات المقدسة وغيرها ، لما قدمته فيما مضى من فعاليات ترسخ العفة والتحفظ ، لتزيد من نشاطاتها المماثلة ، ونموذجا يحتذى به للفعاليات والمنظمات المجتمعية ومكاتب السياحة والسفر وما يتبع ذلك من فنادق وأماكن ترفيهية ورياضية وغيرها . ومما توصلت اليه أن المسلم بشكل خاص والعربي بشكل عام يأنف عن هذا الفعل الشنيع ، ويتنزه من ارتكاب هذه الخطيئة معتبرا اياها من العار والشنار ، ويترفع عن هذه الموبقة فقد هابها لما تجر عليه من وصمة ومسبة حتى في عقبه ويظهر ذلك جليا في عصر النبي صلى الله عليه واله وما سبقه .
بقلم الشيخ عطشان الماجدي في/ ١٨ / ١ /١٤٤٥/ للهجرة النبوية الشريفة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=185288
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 08 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13