كلُّ زيفٍ أو بدعةٍ لابدَ أنَّ تكونَ فيها مصلحةً او هي أساساً ورقة ملعوبة لصالحِ المحَّرفِ أو عشيرتهِ أو عقيدتهِ ، فنسأل ما الذي  أرادوهُ حينَ ابتدعوا  لنا دورهُ ؟ يقول السيد جعفر العاملي: جعلوا لهُ من كل وادٍ أثر فهو يَحشرُ في كل كبيرةٍ وصغيرةٍ في ما يتعلقِ  بالرسولِ الأعظمِ  "صلى الله عليه واله وسلم " ( كتاب الصحيح من سيرة  النبي الأعظم /ج8ص193 للسيد جعفر العاملي ) ، واختلطَ الامرُ بالحكمِ على شخصيةِ هذا الرجلُ  ، هناك من يراهُ شخصيةً اسطوريةً ؛ صنعوا  دوراً له في بدءِ دعوة النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" ، و نلاحظ ان عمدةَ الرواةُ عنها من الزبيرين  منهم عروة بن الزبير الذي اصطنعهُ معاوية  ليصنعَ اخباراً قبيحةً بحقِ عليّ "عليه السلام " .ووهبُ بن كيسان صنعَ قرابةٌ  بينَ ورقة بن نوفل  والزبير بن العوام ؛ أقارب عبد الله بن الزبير ، ليجعلوا للزبيرين دوراً حاسماً  في إنبعاث الإسلام . ادَّعوا لولاهم لقتلَ النبي  ولما أكتشفَ النبي نبوةَ نفسهُ ، وادَّعوا أنَّ ورقةَ تنصرَ وانَّه كانَ يكتبُ من الانجيلِ بالعبرانيةِ  . والنتيجةُ إنَّ هناكَ مستفيدين من وراءِ وضع هذهِ الروايات . فلا أحد يبعد فكرة أن يكونَ شخصيةٌ أسطوريةً حِيكت حولها القصص . كتب مدرسة اهل البيت "عليهم السلام " لم تنقلْ مثلَ هذهِ الرواياتِ التي تُقلل من شأنِ ومكانةِ رسول " الله صلى الله عليه وآله وسلم "؛ بأنَّهُ كانَ  خائفٌ من الوحيِ  شاكاً في أمرهُ  يحتاجُ  الى من يشجعهِ  ويأخذُ على يدهِ ويبشرهُ  بالنبوةِ  وأن  الذي آتاه  كانَ مَلَكٌ من اللهِ تعالى . لقد رد ائمتنا "عليهم السلام " وأنكروا مثلَ هذهِ والأقوال ، كما ردها وأبطلها علماؤنا. يقول الامام الصادق عليه السلام ( أنَّ الله إذا أتخذَ عبداً رسولاً  ، أنزلَ عليهِ السكينةَ والوقارَ  فكان  يأتيهِ من قبلِ الله عزَ وجل مثلَ الذي يراهُ بعينه ) يقولُ العلامة التبري  "قدس سره" إنَّ اللهَ لا يُوحي  الى رسولهِ إلا بالبراهين المعتبرةِ  والآياتِ  المبينةِ  الدالة  على أنَّ ما يوحى  اليّه انما هو من الله تعالى؛ فلا يحتاج الى شيء سواها  ولا يفزع) كتاب مجمع البيان ج10ص284. يقول  السيد شرف الدين  العاملي  في كتابِ النص فالاجتهاد /24، نص للبخاري  يظهر فيه رسول " الله صلى الله عليه وسلم" مرتاباً في نبوتهِ بعد تمامها ، وفي القرآن بعد نزولهِ ، وأنَّه كانَ من الخوفِ على نفسهِ في حاجةِ  الى زوجتهِ  تشجعهُ، والى ورقة  بن نوفل يربطُ قلبهُ ويخبرهُ عن مستقبلهِ ، فهذا استخفاف بالرسالةِ المحمديةِ و لمقامِ النبي " صلى الله عليه وآله وسلم"