كان الاستاذ عبد الرزاق  الحكيم يتواجد  بعد استراحة الظهر ،  يصرف ابنه  لشؤونه  ، ويبقى  هو في المحل  الذي هو عبارة  عن متجر صغير محل عطارة ومختص بصناعة الطرشي ،  كان الرجل يفرح بمقدمي لااحد يتجرأ من الاصدقاء والجيران  ان يجلس في المحل  باعتباره  باب رزقه  ، الا انا كننت أجلس في زاوية لا يراني فيها غيره ، اقوم كل مرة بتقديم  مقبلات  السؤال  وهو يندمج مع الاجابة ،  سألته :ـ يقال ان في كربلاء كانت هناك كنيسة قديمة لا اعرف موقعها تحديدا ومحتمل ان تكون في ( قصر الاخيضر ) أبتسم الاستاذ عبد الرزاق بوجهي وكأنه اكتشف  امري وعرف اني اريد ان ابدأ معه الحوار لاتعلم  فقال :ـ نعم في كربلاء كنيسة وتعد اول كنيسة في العراق  شيدت  قبل 120 سنة قبل الاسلام  وتقع في  (الاقيصر ) وليس الاخيضر على مساحة 70 كم  جنوب غربي كربلاء والاقيصر  يبعد عن الاخيضر ب خمسة كم  عن قصر الاخيضر التاريخي  المعروف  ، يعود بناء الاقيصر  الى القرن الخامس ميلادي ، قلت استاذ  يعني هي  لمن تتبع ؟ اجاب تتبع الى صحراء قضاء عين التمر ، ، يتميز هذا الموقع  بوجود كتابات  ارامية  ، والمذبح  الذي في الكنيسة يتجه نحو  القدس  ، اخذني الفضول  واريد ان اعرف كل شيء  عن هذه الكنيسة سألته :ـ لماذا سمي الاقيصر  قال تعود  تسمية هذا المكان  بالاقيصر نسبة الى تصغير  كلمة قصر ، حيث اشتهرت هذه المنطقة  بكثرة الابنية  الشاخصة التي أطلق عليها  اسم قصور قصر الاخيضر ـــقصر شمعون ـــفصر البردويل ، وفي هذه  البقعة  توجد قبور كثيرة منها ملاصق للكنيسة  وهي لرهبان الكنيسة والقسم الآخر  لعامة الناس  يبعد عن الكنيسة  بمساحة عشرين  مترا ،  قلت استاذ رزاق كم اتمنى  ان أرى اثارها ، هل انت  ذهبت  الى الكنيسة ، ابتسم وقال اكثر من مرة ، كان يحيطها  سور بني من الطين  واربعة ابراج  ويوجد  في السور  خمسة عشر  بابا للدخول  وهي مقوسة  قلت اسأله  :ـ  يبدو ان البناء  ضخم وكبير  ، اجابني  طول  بنائه  ان لم تخن الذاكرة 16 متر ، لا ادأري ما لذي جرى حتى بدى لي حزينا جدا وكاد الاستاذ عبد الرزاق ان يسقط مغشيا عليه فتداركته :، خير ان شاء الله  استاذ ، رايته يبكي او صارع الدمعة  كي لاتسقط ، ما الامر استاذ؟، قال يا اخي غصة كبيرة حين يعي الانسان خفايا القضايا التي قد تمر على الناس بلا الم ،  هذا الموقع كلما انظر اليه تأخذني العبرة  هي كربلاء ارض عريقة في النضال ضد السلطات الدكتاتورية  ، حتى توج  ارضها باستشهاد  الحسين عليه السلام ، انا أدعوك للتأمل ، قلت اقلقتني استاذ ما لقضية ؟ عندما ثار الحسين  عليه السلام  استشهد هنا ، قتلوه ، ذبحوه  ، وحملوا رأسه الى الشام  ، بالمقابل  هذه القبائل هنا تمردت على ظلم واستبداد الكنيسة الرومانية  وجدوا لهم مأمنا في كربلاء  يمارسون فيها طقوسهم  وعباداتهم وحريتهم  في كربلاء  ، قلت :ـ مقارنة ذكية  ودقيقة ،  ، ابتسم الاستاذ ابو ثامر وقال  سنأخذك  الى ما هو اغرب ،  ما هو اغرب؟ قال :ـ كانت في دولة  المناذرة قبيلتان  عربيتان يعقوبيتان هما اسقفية عاقولا واسقفية  الحيرة ،  ويعود تاريخ بنائها  الى القرن الثالث  الميلادي  ، في عهد أول ملوك  المناذرة اللخميين  ملكها عمرو  بن عدي  توفى  سنة 295م  وعاشت القبيلتان هنا بسلام :ـ وهمس  في أذني  اتدري ان العسكر  دمر الموقع ترك العراق كله وانفتح في هذا الموقع تدريبات وتمرينات ورمي ،وقذائف ثقيلة فهدموا ما هدموه ومنهم من سرق الاحجار يظنها ثمينة  ، شعرت ان الاستاذ قد تأثر وتعب فهذا الحديث  احزنه واشجاه ، استأذنت  منه .. مع السلامة