• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : بحوث ودراسات .
                    • الموضوع : الغُلوّ - ج1 .
                          • الكاتب : د . مظفر الشريفي .

الغُلوّ - ج1

بحث مُستل من كتاب (بل عبادٌ مكرمون- دراسة قرآنية وحديثية في نقد الغلوّ) لكاتب المقال

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو الغُلوّ؟

قال الله عزّ وجلّ:

- ﴿وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحمَنُ وَلَداً سُبحانَهُ بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ * لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَهُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ * يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَما خَلفَهُم وَلا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضَى وَهُم مِن خَشيَتِهِ مُشفِقُونَ * وَمَن يَقُلْ مِنهُم إِنِّي إِلَهٌ مِن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجزِي الظّالِمِينَ﴾ [سورة الأنبياء ع: 26-29]،

- ﴿يا أَهلَ الكِتابِ لا تَغلُوا فِي دِينِكُم وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلا الحَقَّ﴾ [سورة النساء: 171]،

- ﴿قُل يا أَهلَ الكِتابِ لا تَغلُوا فِي دِينِكُم غَيرَ الحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهواءَ قَومٍ قَد ضَلُّوا مِن قَبلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَن سَواءِ السَّبِيلِ﴾ [سورة المائدة: 77]،

- وقال سبحانه في نفي ألوهية عيسى سلام الله عليه: ﴿إِنْ هُوَ إِلا عَبدٌ أَنعَمنا عَلَيهِ وَجَعَلناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسرائِيلَ﴾ [سورة الزخرف: 59].

من الواضح أن الغلوّ إنْ كان أهل الكتاب قد نُهوا عنه فهذا لا يعني أنه قد سُمح لغيرهم. والغلوّ في اللغة كما في "جمهرة اللغة للأزدي" هو الارتفاع في الشيء ومجاوزة الحدّ فيه. وعُرّف أيضاً بأنه تجاوز الحدّ في الشيء ووضعه في غير محلّه الذي وضعه له الدين، وهذا التجاوز يستلزم القول على الله بغير الحقّ، أي الافتراء على الله عزَّ وجلَّ.

وذكر السيد السيستاني في وصاياه للخطباء والمبلغين قبل شهر محرم الحرام سنة 1441 ﻫ ما يلي: (وليحذر المبلّغون والشعراء والرواديد أشدّ الحذر عن بيان الحقّ بما يوهم الغلوّ في شأن النبيّ وعترته صلوات الله عليهم. والغلوّ على نوعين: إسباغ الصفات الألوهيّة على غير الله سبحانه، وإثبات أمور ومعانٍ لم تقم حجّة موثوقة عليها. ومذهب أهل البيت عليهم السلام خالٍ عن الغلوّ بنوعيه، بل هو أبعد ما يكون عنه، وإنّما يشتمل على الإذعان للنبيّ وعترته صلوات الله عليهم بمواضعهم التي وضعهم الله تعالى فيها من دون زيادة ولا إفراط، بل مع تحذّر في مواضع الاشتباه، وورعٍ عن إثبات ما لم تقم به الحجّة الموثوقة، وإنّما المتّقي من لا يغلو فيمن يحبّ كما لا يحيف على من يبغض، ولا يصحّ بناء هذه المعاني على مجرّد المحبّة، وتصديق كلّ من زاد شيئاً، والإذعان له بمزيد الإيمان، فإنّ ذلك يؤدّي إلى المزايدة في أمر الدين بغير حجّة، وحدوث البدع، وطمع الجاهلين، وترؤّس أهل الضلالة، وتراجع المتورّعين العاملين بالحجّة والمتوقّفين عند الشبهة، وذلك يمحق الدين ويرتدّ ارتداداً معاكساً بتفريط آخرين، والزيادة في العقيدة بغير حجّة موثوقة على حدّ النقصان فيها ممّن قامت عليه الحجّة عليها، ومن زاد اليوم شيئاً بغير حجّة زيد عليه غداً حتّى أنّه ليُتّهم بالتقصير والقصور، فلزوم الحجّة والميزان أحمد وأسلم)[1].

يلاحظ في هذا النص المهم أنه عند تعريف سماحة السيد للغلو قد صنفه إلى نوعين:

النوع الأول هو: (إسباغ الصفات الألوهيّة على غير الله سبحانه)، وهذا قد ناقشناه في هذا البحث، وهو واقع فعلاً، فبعض ما يُعطى في أيامنا هذه من صفات ومقامات لأهل البيت صلوات الله عليهم بمقتضى القول بالولاية التكوينية الشاملة إنما هو مختص بالله تعالى كالعلم بكل شيء والقدرة المطلقة.

والنوع الثاني هو: (إثبات أمور ومعانٍ لم تقم حجّة موثوقة عليها)، وهذا منتشر بمقدار كبير، بل إن كل ما يقال حول الولايات الشاملة "التكوينية والتفويض ووساطة الفيض" وغيرها من أنواع الغلوّ هو مما لم تقم حجة موثوقة عليه كما بيّناه مفصلاً.

ويَنتج الغلوّ عموماً عن عدم التدبّر في كتاب الله تعالى والسنّة الثابتة عن أهل البيت صلوات الله عليهم، وينتج أيضاً عن فهم غير صحيح لبعض الروايات التي لا تكفي في إثبات العقيدة في كل الأحوال لكونها روايات آحاد ومعارضة للقرآن الكريم، أو ينتج عن استحسانات وظنون لا ترقى لتكون دليلاً مقنعاً، أو عن تقليد لمن لم يجعله الله حجة على العباد.

وهنا نلاحظ أن سماحة السيد بعد أن بيّن ما هو الغلوّ ذَكرَ آثاره التي تنتهي بمحق الدين، أي إن المغالي الذي يحسب أنه بغلوِّه يُعظِّم أهل البيت صلوات الله عليهم إنما هو في الحقيقة يهدم الدين الذي جاهد أهل البيت صلوات الله عليهم من أجله وضحّوا بنفوسهم الطاهرة لإعلاء كلمته.

ويوجد بحث نافع ناقش فيه كاتبه ما يُنسب لبعض الأئمة سلام الله عليهم من قول {نزِّلونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم} مناقشة علمية محترمة، وقسّم فيه الغلوّ إلى "الغلوّ في الذات" و "الغلوّ في الصفات". ومما ذكر في هذا البحث: (وعليه يتّضح ممّا تقدَّم أن الغلوّ على أصناف وأنواع ودرجات مختلفة؛ فقد يعتقد شخصٌ أن الإمام إلٰه؛ وقد لا يعتقد ذلك، ولكنّه يخلع على الإمام جميع خصائص الإلٰه في كلّ شيء، باستثناء الوجب[2] الذاتي للوجود. ولربما عمد شخص إلى المغالاة في باب العلم أو القوّة أو صفةٍ أخرى يُخرج بها الإمام عن الحدود المقرَّرة والمبيَّنة في الدين… فهذا كلُّه من الغلوّ، ولكنّه يختلف في الأنواع والمراتب والدرجات).

وذكر أيضاً: (وتكفي إطلالةٌ - ولو على نحو الإجمال - في كتب الحديث والرجال لدى الشيعة ليتّضح لنا أن الذين تمّ الحديث عن غلوّهم وعقائدهم الغالية ينقسمون في نظرة شاملة إلى قسمين:

الأوّل: الغلاة الملحدون، الذين لم يكونوا يحملون من التشيُّع سوى الاسم والعنوان، حيث كانوا يؤلِّهون الأئمة الأطهار عليهم السلام أو غيرهم من أفراد البشر من باب الحلول أو الاتحاد وما إلى ذلك. وبطبيعة الحال فإن عدد هؤلاء في المجتمع كان قليلاً جدّاً، وكما هو المتوقَّع فقد تمّ نبذهم وتكفيرهم بشكلٍ سريع.

والثاني: الغلاة الذين كانوا ـ رغم اعتبارهم الأئمّة الأطهار عليهم السلام مخلوقين لله، لا أنهم هم الله ـ ينسبون إلى الأئمّة صفاتٍ مبالغاً بها، استناداً إلى الاعتقاد بتفويض أمور الكون إليهم، أو يقولون بامتلاكهم علماً وقدرة وغير ذلك من الصفات التي تفوق ما ورد في الأدلة الشرعية المعتبرة، وبذلك كانوا يخلعون عليهم صفات الله.

وعلى الرغم من كون المنتسبين إلى كلا هذين القسمين هم من "الغلاة" لغةً واصطلاحاً، إلا أنه يتمّ التعبير أحياناً عن القسم الأوّل بـ "الغلاة"، وعن القسم الثاني بـ "المفوِّضة". ويطلق أحياناً على الغلوّ من القسم الأول "الغلوّ في الذات"، وعلى الغلوّ من القسم الثاني "الغلوّ في الصفات". وعلى أيّ حال لم يكن هناك من شكٍّ في وجود هذا السنخ من الاختلاف بين مجموعتين وقسمين من الغلاة في ذلك العصر، وبطبيعة الحال فإن الغلوّ الذي ضرب بجرانه وأقام أطنابه على طول التاريخ بين صفوف الشيعة، وأدّى إلى الكثير من المشاكل، وأثار الكثير من اللغط، هو الغلوّ من القسم الثاني؛ لأن الغلوّ من النوع الأول ـ بسبب وضوحه وصراحته وعدم انسجامه مع البديهيات والأوليات ـ لم يكن ليستقرّ في صُلب المجتمع الشيعي. ترى المجموعة الأولى أن الأئمة عليهم السلام متساوون وأكفاء لذات الحقّ تعالى، أو أنهم هم الحقّ تعالى ـ وهذا كفرٌ صريح ـ. وفي المقابل تغلو المجموعة الثانية في علم وقدرة الأئمّة عليهم السلام، ويرَوْن لهم علماً يضاهي علم الله، وقدرة تضاهي قدرة الله، ولكنّ هذا العلم وهذه القدرة في طول علم الله تعالى وقدرته، ومتفرِّعان عنهما. وعلى الرغم من أن اعتقاد كلا هذين القسمين مخالفٌ لكتاب الله والسنة الثابتة والواقع التاريخي ـ ولذلك يكون هذا الاعتقاد مذموماً ـ، من الواضح أن بطلان الغلوّ من القسم الثاني ليس مثل بطلان الغلوّ من القسم الأول في الوضوح. ولذلك نجد أن عقائد المجموعة الثانية قد سلبت لبَّ بعض العوام والبسطاء من الناس بشكلٍ خاصّ في مختلف المراحل التاريخية)[3].

 

الروايات النافية للغلو

وردت روايات كثيرة عن أهل البيت صلوات الله عليهم تبين حقيقة عبوديتهم لله تعالى وموقفهم من الغلوّ فيهم ومن الغلاة ذكرنا بعضها ونذكر بعضاً آخر هنا:

1) عَنِ المُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ قالَ: كُنتُ أَنا والقاسِمُ شَرِيكِي ونَجمُ بنُ حَطِيمٍ وصالِحُ بنُ سَهلٍ بِالمَدِينَةِ، فَتَناظَرنا فِي الرُّبوبِيَّةِ، فَقالَ بَعضُنا لِبَعضٍ: ما تَصنَعُونَ بِهَذا؟ نَحنُ بِالقُربِ مِنه[4] ولَيسَ مِنّا فِي تَقِيَّةٍ. قُومُوا بِنا إِلَيه. قالَ: فَقُمنا، فَوَالله ما بَلَغنا البابَ إِلا وقَد خَرَجَ عَلَينا بِلا حِذاءٍ ولا رِداءٍ، قَد قامَ كُلُّ شَعرَةٍ مِن رَأسِه مِنه، وهُوَ يَقُولُ: {لا لا، يا مُفَضَّلُ ويا قاسِمُ ويا نَجمُ. لا لا، بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَه بِالقَولِ وهُم بِأَمرِه يَعمَلُونَ}[5].

وقد علّق العلامة المجلسي على هذا الحديث بما يلي: ("في الربوبية" أي ربوبية الصادق عليه السلام أو جميع الأئمة عليهم السلام. ولعله كان غرضهم ما نسب إليهم من أنه تعالى لما خلق أنوار الأئمة عليهم السلام فوّض إليهم خلق العالم، فهم خلقوا جميع العالم، وقد نفوا عليهم السلام ذلك وتبرءوا منه ولعنوا من قال به، وقد وضع الغلاة اخباراً في ذلك. ويحتمل أن يكونوا توهموا حلولاً أو اتحاداً كالنصارى في عيسى عليه السلام وكأكثر الصوفية في جميع الأشياء، تعالى الله عن جميع ذلك علواً كبيراً)[6].

2) عَن الصادق سلام الله عليه: {أَتَى قَومٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عليه السّلام فَقالُوا السَّلامُ عَلَيكَ يا رَبَّنا، فَاستَتابَهُم فَلَم يَتُوبُوا، فَحَفَرَ لَهُم حَفِيرَةً وأَوقَدَ فِيها ناراً وحَفَرَ حَفِيرَةً أُخرَى إِلَى جانِبِها وأَفضَى بَينَهُما، فَلَمّا لَم يَتُوبُوا أَلقاهُم فِي الحَفِيرَةِ وأَوقَدَ فِي الحَفِيرَةِ الأُخرَى حَتَّى ماتُوا}[7].

3) عن بُرَيد بن معاوية عَن الباقر والصادق سلام الله عليهما قالَ: قُلتُ لَه ما مَنزِلَتُكُم ومَن تُشبِهُونَ مِمَّن مَضَى قالَ: {صاحِبُ مُوسَى وذُو القَرنَينِ كانا عالِمَينِ ولَم يَكُونا نَبِيَّينِ}[8].

4) عَن سَدِيرٍ قالَ قُلتُ لأَبِي عَبدِ الله عليه السّلام: إِنَّ قَوماً يَزعُمُونَ أَنَّكُم آلِهَةٌ، يَتلُونَ بِذَلِكَ عَلَينا قُرآناً: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلٰهٌ وَفِي الأَرضِ إِلٰهٌ﴾. فَقالَ: {يا سَدِيرُ: سَمعِي وبَصَرِي وبَشَرِي ولَحمِي ودَمِي وشَعرِي مِن هٰؤلاءِ بِراءٌ، وبَرِئَ اللهُ مِنهُم. ما هٰؤلاءِ عَلَى دِينِي ولا عَلَى دِينِ آبائِي، والله لا يَجمَعُنِي اللهُ وإِيّاهُم يَومَ القِيامَةِ إِلا وهُوَ ساخِطٌ عَلَيهِم}. قالَ قُلتُ: وعِندَنا قَومٌ يَزعُمُونَ أَنَّكُم رُسُلٌ يَقرَؤُونَ عَلَينا بِذَلِكَ قُرآناً: ﴿يا أَيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعمَلُونَ عَلِيمٌ﴾. فَقالَ: {يا سَدِيرُ: سَمعِي وبَصَرِي وشَعرِي وبَشَرِي ولَحمِي ودَمِي مِن هٰؤلاءِ بِراءٌ، وبَرِئَ الله مِنهُم ورَسُولُه، ما هٰؤلاءِ عَلَى دِينِي ولا عَلَى دِينِ آبائِي. والله لا يَجمَعُنِي اللهُ وإِيّاهُم يَومَ القِيامَةِ إِلا وهُوَ ساخِطٌ عَلَيهِم}. قالَ قُلتُ: فَما أَنتُم؟ قالَ: {نَحنُ خُزّانُ عِلمِ الله، نَحنُ تَراجِمَةُ أَمرِ الله، نَحنُ قَومٌ مَعصُومُونَ أَمَرَ الله تَبارَكَ وتَعالَى بِطاعَتِنا ونَهَى عَن مَعصِيَتِنا، نَحنُ الحُجَّةُ البالِغَةُ عَلَى مَن دُونَ السَّماءِ وفَوقَ الأَرضِ}[9].

5) عَن الصادق سلام الله عليه: {جاءَ حِبرٌ مِنَ الأَحبارِ إِلَى أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عليه السّلام فَقالَ يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَتَى كانَ رَبُّكَ؟ فَقالَ لَه ثَكِلَتكَ أُمُّكَ، ومَتَى لَم يَكُن حَتَّى يُقالَ مَتَى كانَ؟ كانَ رَبِّي قَبلَ القَبْلِ بِلا قَبْلٍ، وبَعدَ البَعدِ بِلا بَعدٍ، ولا غايَةَ ولا مُنتَهَى لِغايَتِه، انقَطَعَتِ الغاياتُ عِندَه فَهُوَ مُنتَهَى كُلِّ غايَةٍ}. فَقالَ يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ: أفَنَبِيٌّ أَنتَ؟ فَقالَ: {وَيلَكَ إِنَّما أَنا عَبدٌ مِن عَبِيدِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله}[10].

6) عن مالك بن عطية عن الصادق سلام الله عليه في قول الله تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُشرِكُونَ﴾ [سورة يوسف ع: 106]، قال: {هو الرجل يقول: لولا فلان لهلكت، ولولا فلان لأصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي، الا ترى أنه قد جعل لله شريكاً في ملكه يرزقه ويدفع عنه}. قال: قلت: فيقول: لولا أن الله منّ عليّ بفلان لهلكت؟ قال: {نعم لا بأس بهذا}[11].

يُلاحظ في هذه الرواية الشريفة كيف ينبه الإمام سلام الله عليه على ضرورة الحذر من الوقوع في شبهة شرك فيما يمنّ الله به على العبد من عافية وخلق ورزق. وأين هذا من معادلة علم وقدرة الله لعلم وقدرة بعض عباده وجعل أزمة أمور الكون بأيديهم؟

7) عَن الرِّضا سلام الله عليه: {إِنَّما وَضَعَ الأَخبارَ عَنّا فِي التَّشبِيهِ وَالجَبرِ الغُلاةُ الَّذِينَ صَغَّرُوا عَظَمَةَ اللهِ. فَمَن أَحَبَّهُم فَقَد أَبغَضَنا، وَمَن أَبغَضَهُم فَقَد أَحَبَّنا، وَمَن والاهُم فَقَد عادانا، وَمَن عاداهُم فَقَد والانا، وَمَن وَصَلَهُم فَقَد قَطَعَنا، وَمَن قَطَعَهُم فَقَد وَصَلَنا، وَمَن جَفاهُم فَقَد بَرَّنا، وَمَن بَرَّهُم فَقَد جَفانا، وَمَن أَكرَمَهُم فَقَد أَهانَنا، وَمَن أَهانَهُم فَقَد أَكرَمَنا، وَمَن قَبِلَهُم فَقَد رَدَّنا، وَمَن رَدَّهُم فَقَد قَبِلَنا، وَمَن أَحسَنَ إِلَيهِم فَقَد أَساءَ إِلَينا، وَمَن أَساءَ إِلَيهِم فَقَد أَحسَنَ إِلَينا، وَمَن صَدَّقَهُم فَقَد كَذَّبَنا، وَمَن كَذَّبَهُم فَقَد صَدَّقَنا، وَمَن أَعطاهُم فَقَد حَرَمَنا، وَمَن حَرَمَهُم فَقَد أَعطانا. يا ابنَ خالِدٍ مَن كانَ مِن شِيعَتِنا فَلا يَتَّخِذَنَّ مِنهُم وَلِيّاً وَلا نَصِيراً}[12].

8) عن الصادق سلام الله عليه: {ما أعجب أقاويل الناس في علي عليه السّلام! كم بين من يقول: إنه ربٌّ معبود، وبين من يقول: إنه عبدٌ عاصٍ للمعبود! ولقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية}[13].

9) عن أمير المؤمنين سلام الله عليه: {إياكم والغلوّ فينا. قولوا إنا عبيد مربوبون}[14].

10) عن الرضا سلام الله عليه أنه كان يقول في دعائه: {اللهم إني أبرأ إليك من الحول والقوة، فلا حول ولا قوة إلا بك. اللهم إني أبرأ إليك من الذين ادّعوا لنا ما ليس لنا بحق. اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا. اللهم لك الخلق ومنك الأمر، وإياك نعبد وإياك نستعين. اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين. اللهم لا تليق الربوبية إلا بك، ولا تصلح الإلٰهية إلا لك، فٱلعن النصارى الذين صغروا عظمتك، وٱلعن المضاهئين لقولهم من بريتك، اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك، لا نملك لأنفسنا ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً. اللهم من زعم أننا أرباب فنحن إليك منه براء، ومن زعم أن إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك منه براء كبراءة عيسى عليه السلام من النصارى. اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون، فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يزعمون، ﴿رَبِّ لا تَذَر عَلَى الأَرضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّاراً، إِنَّكَ إِن تَذَرهُم يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فاجِراً كَفّاراً﴾}[15].

11) عن إبراهيم بن أبي محمود: قلت للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله إن عندنا أخباراً في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وفضلكم أهل البيت، وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم، أَفَنَدينُ بها؟ فقال: {يا ابن أبي محمود، لقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: مَن أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله عزّ وجلّ فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس}. ثم قال الرضا عليه السلام: {يا ابن أبي محمود إن مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلوّ، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا. فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم ثلبونا بأسماءنا، وقد قال الله عز وجل: ﴿وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدواً بِغَيرِ عِلمٍ﴾. يا ابن أبي محمود، إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا، فإنه من لزمَنا لَزمْناه، ومن فارقَنا فارقْناه، إن أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة، ثم يدين بذلك ويبرء ممن خالفه، يا بن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة}[16].

ينبغي وضع هذه الرواية الشريفة كأساس تُمحَّص بموجبه الروايات الواردة في فضائل أهل البيت صلوات الله عليهم.

12) عن أمير المؤمنين سلام الله عليه: {اللّهُمَّ إِنِّي بَرِيءٌ مِنَ الغُلاةِ كَبَراءَةِ عِيسَى ابنِ مَريَمَ مِنَ النَّصارَى، اللَّهُمَّ اخذُلهُم أَبَداً وَلا تَنصُر مِنهُم أَحَداً}[17].

13) عن الصادق سلام الله عليه: {احذَروا على شَبابِكم الغلاةَ لا يُفسِدونَهم، فإنّ الغُلاةُ شَرُّ خَلقِ اللهِ، يُصَغِّرُونَ عَظَمَةَ اللهِ، وَيَدَّعُونَ الرُّبُوبِيَّةَ لِعِبادِ الله.ِ وَاللهِ إِنَّ الغُلاةَ شَرٌّ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصارَى وَالمَجُوسِ وَالَّذِينَ أَشرَكُوا}[18].

14) عن الصادق سلام الله عليه: {كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدسّ فيها الكفر والزندقة، ويسندها إلى أبي ثم يدفعها إلى أصحابه ويأمرهم أن يبثوها في الشيعة، فكلما كان في كتب أصحاب أبي من الغلوّ فذاك ما دسه المغيرة ابن سعيد في كتبهم}[19].

15) عن الصادق سلام الله عليه: {والله لو أقررت بما يقول فيّ أهل الكوفة لأخذتني الأرض، وما أنا إلا عبد مملوك لا أقدر على شيء ضر ولا نفع}[20].

16) عن الإمام زين العابدين سلام الله عليه: {إن اليهود أحبوا عزيراً حتى قالوا فيه ما قالوا. فلا عزير منهم ولاهم من عزير، وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى. وإنا على سُنّة من ذلك، إن قوماً من شيعتنا سيحبّونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير، وما قالت النصارى في عيسى بن مريم، فلا هم منا ولا نحن منهم}[21].

17) عن صالِح بن سَهلٍ: كُنتُ أَقُولُ فِي الصّادِقِ ما تَقُولُ الغُلاةُ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقالَ: {وَيحَكَ يا صالِحُ إِنّا وَاللهِ عَبِيدٌ مَخلُوقُونَ لَنا رَبُّ نَعبُدُهُ، وَإِنْ لَم نَعبُدْهُ عَذَّبَنا}[22].

18) عن الرضا سلام الله عليه: {إن هؤلاء الضلّال الكفرة ما أتوا إلا من قبل جهلهم بمقدار أنفسهم حتى اشتدّ إعجابهم بها} إلى أن قال: {فنظروا إلى عبد قد اختصه الله بقدرته ليبين بها فضله عنده، وآثره بكرامة يوجب بها حجته على خلقه، وليجعل ما آتاه من ذلك ثواباً على طاعته عليهم حجة ولهم قدوة}، إلى أن قال: {فكذلك هؤلاء لما وجدوا أمير المؤمنين عليه السلام عبداً أكرمه الله ليبيّن فضله، ويقيم حجته وصغّروا عندهم خالقهم أن يكون جعل علياً له عبداً وأكبروا علياً عن أن يكون اللهُ عزّ وجلّ له رباً، فسمّوه بغير اسمه، فنهاهم هو وأتباعه من أهل ملته وشيعته، وقالوا لهم: يا هؤلاء إن علياً وولده عباد مكرمون مخلوقون مدبَّرون لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه رب العالمين، ولا يملكون إلا ما ملّكهم، ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشوراً ولا قبضاً ولا بسطاً ولا حركة ولا سكوناً إلا ما أقدرهم عليه وطوقهم، وإنّ ربهم وخالقهم يجلّ عن صفات المحدَثين، ويتعالى عن نعوت المحدودين، وإنّ من اتخذهم أو واحداً منهم أرباباً من دون الله فهو من الكافرين، وقد ضل سواء السبيل. فأبى القوم إلا جماحاً، واشتدوا في طغيانهم يعمهون، فبطلت أمانيهم وخابت مطالبهم وبقوا في العذاب الأليم}[23].

19) روي عن الرضا سلام الله عليه: {إن من تجاوز بأمير المؤمنين عليه السلام العبودية فهو من المغضوب عليهم ومن الضالين. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تتجاوزوا بنا العبودية، ثم قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا، وإياكم والغلو كغلو النصارى فإني برئ من الغالين}. فقام إليه رجل فقال: يا بن رسول الله صف لنا ربك، فإنّ مَن قبلنا قد اختلفوا علينا. فوصفه الرضا عليه السلام أحسن وصف، ومجده ونزهه عما لا يليق به تعالى. فقال الرجل: بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله! فإن معي من ينتحل موالاتكم ويزعم أن هذه كلها من صفات علي عليه السلام، وأنه هو الله رب العالمين. قال: فلما سمعها الرضا عليه السلام، ارتعدت فرائصه وتَصَبّب عرقاً وقال: {سبحان الله عما يشركون، سبحانه عما يقول الكافرون علواً كبيراً، أوليس علي كان آكلاً في الآكلين، وشارباً في الشاربين، وناكحاً في الناكحين، ومحدثاً في المحدثين. وكان مع ذلك مصلياً خاضعاً بين يدي الله ذليلاً، وإليه أوّاهاً منيباً. أفمن هذه صفته يكون إلٰهاً؟! فإنْ كان هذا إلٰهاً فليس منكم أحد إلا وهو إلٰه لمشاركته له في هذه الصفات الدالات على حدث كل موصوف بها}. فقال الرجل: يا بن رسول الله إنهم يزعمون: أن علياً لما أظهر من نفسه المعجزات التي لا يقدر عليها غير الله، دلّ على أنه إلٰه، ولما ظهر لهم بصفات المحدثين العاجزين لبس ذلك عليهم، وامتحنهم ليعرفوه، وليكون إيمانهم اختياراً من أنفسهم. فقال الرضا عليه السلام: {أول ما هاهنا أنهم لا ينفصلون ممن قلب هذا عليهم فقال: لما ظهر منه الفقر والفاقة دلّ على أن مَن هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون لا تكون المعجزات فعله، فعلم بهذا أن الذي أظهره من المعجزات إنما كانت فعل القادر الذي لا يشبه المخلوقين، لا فعل المحدث المشارك للضعفاء في صفات الضعف}[24]. ومما يلاحظ في هذه الرواية الشريفة أن الإمام الرضا سلام الله عليه قد نفى أن تكون المعجزات التي ظهرت على يد أمير المؤمنين سلام الله عليه هي من فعله وإنما من فعل الله تعالى. وهذا دالّ على نفي الولاية التكوينية والتفويض.

20) في كتاب الاحتجاج: (ومما خرج عن صاحب الزمان صلوات الله عليه، رداً على الغلاة من التوقيع جواباً لكتاب كُتب إليه على يدي محمد بن علي بن هلال الكرخي: {يا محمد بن علي تعالى الله وجلّ عما يصفون، سبحانه وبحمده، ليس نحن شركاؤه في علمه ولا في قدرته، بل لا يعلم الغيب غيره، كما قال في محكم كتابه تباركت أسماؤه: ﴿قُل لا يَعلَمُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ الغَيبَ إِلا اللهُ﴾. وأنا وجميع آبائي من الأولين: آدم ونوح وإبراهيم وموسى، وغيرهم من النبيين، ومن الآخرين محمد رسول الله، وعلي بن أبي طالب، وغيرهم ممن مضى من الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، إلى مبلغ أيامي ومنتهى عصري، عبيد الله عزّ وجلّ، يقول الله عزّ وجلّ: ﴿وَمَنْ أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمَى * قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمَى وَقَد كُنتُ بَصِيراً * قالَ كَذَلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذَلِكَ اليَومَ تُنسَى﴾. يا محمد بن علي قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم، ومَن دينه جناح البعوضة أرجح منه. فأُشهِدُ الله الذي لا إله إلا هو وكفى به شهيداً، ورسوله محمد صلى الله عليه وآله، وملائكته وأنبياءه وأولياءه عليهم السلام، وأشهدك وأشهد كل من سمع كتابي هذا، أني بريء إلى الله وإلى رسوله ممن يقول إنا نعلم الغيب ونشاركه في ملكه، أو يحلنا محلاً سوى المحل الذي رضيه الله لنا وخلقنا له، أو يتعدى بنا عما قد فسّرته لك وبيّنته في صدر كتابي. وأشهدكم أن كل من نبرأ منه فإن الله يبرأ منه وملائكته ورسله وأولياؤه، وجعلت هذا التوقيع الذي في هذا الكتاب أمانة في عنقك وعنق من سمعه أن لا يكتمه لأحد من مواليّ وشيعتي حتى يظهر على هذا التوقيع الكل من الموالي لعل الله عزّ وجلّ يتلافاهم فيرجعون إلى دين الله الحق، وينتهون عما لا يعلمون منتهى أمره، ولا يبلغ منتهاه، فكل من فهم كتابي ولا يرجع إلى ما قد أمرته ونهيته، فقد حلت عليه اللعنة من الله وممن ذكرت من عباده الصالحين})[25].

21) عن عبد العزيز القزاز، قال: كنت أقول فيهم بالربوبية، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: {يا عبد العزيز ضع لي ماءاً أتوضأ}، ففعلت، فلما دخلت قلت في نفسي هذا الذي قلت فيه ما قلت يتوضأ! فلما خرج قال: {يا عبد العزيز لا تحمل على البناء فوق ما يطيق فينهدم، إنا عبيد مخلوقون}[26].

22) عن فتح بن يزيد الجرجاني عن الإمام علي الهادي سلام الله عليه في حديث طويل قال: {يا فتح عسى الشيطان أراد اللبس عليك، فأوهمك في بعض ما أودعتك وشككت في بعض ما أنبأتك، حتى أراد إزالتك عن طريق الله وصراطه المستقيم، فقلت: متى أيقنت إنهم كذا فهم أرباب. معاذ الله إنهم مخلوقون مربوبون مطيعون لله داخرون راغبون، فإذا جاءك الشيطان من قبل ما جاءك فاقمعه بما أنبأتك به}، فقلت له: جعلت فداك فرجت عني وكشفت ما لبس الملعون عليّ بشرحك، فقد كان أوقع في خلدي أنكم أرباب، قال فسجد أبو الحسن عليه السلام وهو يقول في سجوده: {راغماً لك يا خالقي داخراً خاضعاً} قال: فلم يزل كذلك حتى ذهب ليلي، ثم قال: {يا فتح كدت أن تهلك وتهلك، وما ضرّ عيسى أن هلك ومن هلك}، إلى أن قال: وكان الشيطان أوقع في خلدي أنه لا ينبغي أن يأكلوا ويشربوا إذا كان ذلك آفة والإمام غير مئوف، فقال: {اجلس يا فتح فإن لنا بالرسل أسوة، كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق، وكل جسم مغذوّ بهذا الا الخالق الرازق}[27].

 


[1] موقع السيد السيستاني على شبكة المعلومات "الانترنيت".

[2] هكذا وردت في المصدر، ولعل الصحيح: الوجوب.

[3] "نزِّلونا عن الربوبيّة... أمنع حصون الغلاة وتدليساتهم - القسم الأول"، موقع "نصوص معاصرة".

[4] يعني الإمام الصادق سلام الله عليه.

[5] الكافي، ج 8، ص 231.

[6] مرآة العقول، ج 26، ص 168.

[7] الكافي، ج 7، ص 257.

[8] الكافي، ج 1، ص 269.

[9] الكافي، ج 1، ص 269.

[10] الكافي، ج 1، ص 89.

[11] تفسير العياشي، ج 2، ص 200.

[12] التوحيد، ص 364.

[13] الأمالي للشيخ الصدوق، ص 165.

[14] الخصال، ص 628.

[15] الاعتقادات في دين الإمامية، ص 99.

[16] عيون أخبار الرضا ع، ج 1، ص 272.

[17] الأمالي للشيخ الطوسي، ص 650، والمناقب، ج 1، ص 263.

[18] الأمالي للشيخ الطوسي، ص 650، والمناقب، ج 1، ص 263.

[19] اختيار معرفة الرجال، ج 2، ص 491.

[20] اختيار معرفة الرجال، ج 2، ص 590.

[21] اختيار معرفة الرجال، ج 1، ص 336.

[22] المناقب، ج 4، ص 219.

[23] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، ج 5، ص 390، والاحتجاج، ج 2، ص 232.

[24] الاحتجاج، ج 2، ص 233، وإثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، ج 5، ص 391.

[25] الاحتجاج، ج 2، ص 288.

[26] كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج 2، ص 407.

[27] كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج 3، ص 180، وإثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، ج 5، ص 396.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=183933
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 07 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14