هناك من الثقافات التي لا يراها الآخرون ما يذهل العقل والوجدان!! وهي ليست لها علاقة بالكتب المعرفية التي يتباهى بها بعض المثقفين!! أو الأدباء أو الشعراء!

و ما أثارني لكتابة هذا الأمر منظر امرأة تقود زوجها الأعمى في الطرقات وهي تعامله على أحسن ما يكون أنها تحترم رجولته في تقديمه على ذاتها في السلوك فإذا أرادت الجلوس في مكان ما فضلته على ذاتها واحترمت كل ما يخص رجولته في القول والتقدير وحسن المعاملة التي تجعلني بعد ان يئست من هذا العالم أتساءل أتوجد هكذا امرأة في زمن الانفعال السريع في كل شيء حتى ليخجل الرجل من هذا التعامل في وقت تركت النساء الحاذقات رجالا في منتهى الخلق الرفيع لتذهب لكل ما هو مادي لئيم؟

امرأة تستحق أن ينحني لها الأدب بكل إجلال لقد تابعتها لأكثر من ثلاث سنوات لم تترك زوجها الضرير وهي في منتهى الأنوثة والجمال ورحت أتغنى بوفاء النساء أنها تتمشى معه تداريه تحدثه عن المحبة وتطمئنه عن الحياة ولم تكن الا صديقة بكل معنى حقيقي حيث تمتزج الروح مع الروح في وفاء قل وجوده هذه الأيام !! ولا ادري لماذا تذكرت زوجة طه حسين

سوزان التي صبرت على إبداعه ورعته الرعاية الكريمة لكن المرأة التي أتحدث عنها فاقت تلك المرأة الفرنسية لأنها عراقية ومن الصعب على الشخصية العراقية ان تتخلص من تجريح المشاعر وهي التي لم تترك زوجها الصديق لحظة واحدة ولم تشعره بالنقص او الاهانة و بذلك تمتلك الوجدان الثقافي الحقيقي في الحياة .

لقد حققت ذاتها المحبة من خلال الآخر!! فلا سعادة الا مع الآخر والتعاسة الحقيقية ان تكون انانيا عابدا لذاتك فكلما عبدت الذات صرت تعيسا وذهبت في عالم الاغتراب اللامجدي فمثل هذه الشخصيات تذكرني بعالم دستويفسكي الإنساني وإنها تصلح لأن تكون مشروع عمل روائي عظيم!!.