• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : نَوَافِذُ الْوَطَنِ الْمُشَاغِب .
                          • الكاتب : عبد الكريم رجب صافي الياسري .

نَوَافِذُ الْوَطَنِ الْمُشَاغِب

 حُلْوي،
وَمُرِّي هَارِبَانِ
مِنِّي لِمَا خَلْفَ الزَّمَانِ،
تَرَكَا مَزَارَ الْبَوْحِ مَوْبوءاً
بِفَوْضَى اللَّا أَمَانِ،
لَا شَيءَ
يَسْأَلُ عَنْهُمَا،
فَمَتَى إِلَيَّ سَيَرْجِعَانِ؟
وَنَوَافِذُ الْوَطَنِ الْمُشَاغِبِ
تَرْتَدي مَنْفَى الْأَغَاني،
وَرَسولُ رَبِّ الْقَصْرِ
يَذْبَحُ
بُلْبُلَيْنِ عَلَى لِسَاني،
أُمّي تُلَمْلِمُ بَعْضَهَا،
وَتَلوذُ بِالسَّبْعِ الْمَثَاني،
وَغِنَاؤهَا إِنْ غَابَ رَدَّدَ
قَمْحُهَا:
"سوده شلهاني"*
أَبْصَرتُني بِرَغيفِها
وَإِذَا تَغَيَّبَ لَا أَرَاني،
لَاغَيْمَتي ضَحِكَتْ،
فَبَلَّلَ
مَاؤهَا ثَغْرَ الْأَمَاني،
لَا نَجْمَتي تَرْعَى بَقَايَا
الضَّوءِ في لَيْلِ الْغَوَاني،
وَعَلَى شَوَاطِئِ لَيْلَةِ
الْحِنَّاءِ تَنْزِفُ رَاحَتَانِ،
تَقْتَاتُ مِنْ دَمِهَا الْمُرَاقِ
شَهَادَةً خَيْلُ الْجَبَانِ،
فَاعْلَمْ، إِذًا،
يَا صَاحِبَ
الْحُزْنِ الْمُعَبَّأِ بِالْمَعَاني،
"مَنْ ذَا يُعيرُكَ عَيْنَهُ
تَبْكي بِهَا"**
فَالـ"ذَّا" يُعَانيِ؟
حُلْوي،
وَمُرِّي شَاحِبَانِ
وَبِمَا نَوَيْتُ يُشَكِّكَانِ
أَغْرَاهُمَا الْوَثَنُ الَّذي
اغْتَصَبَ الْأَمَاكِنَ،
وَالثَّوَاني
عُودَا إِلَيَّ،
فَجَيْشُ مِلْحِ
الْبَحْرِ تَشْرَبُهُ الْمَوَاني،
وَالنَّهْرُ يَأْكُلُ نَفْسَهُ
صَبْراً لِتَبْقَى الضِفَّتَانِ،
فَبِأَيِّ آلَاءِ الْهَديلِ
الْـ لَايَكُفُّ تُكَذِّبَانِ؟
وَإِلَى مَتَى جَوْراً
بِمَنْحولِ الرِّوَايَةِ تَغْرَقَانِ؟
عُودَا إِلَى الْوَجْهِ الَّذي
بِطُقوسِهِ تَتَنَفَّسَانِ
عَادَا،
وَكَرَّ الرَّافِدَانِ
بِاسْمي،
وَبِاسْمِكَ يَسْرِيَانِ
***
البصرة في تموز‏، 2010
القصيدة منشورة في مجموعتي الأخيرة"من طقوس المعنى"
*أغنية عراقية قديمة
** من بيت للعباس بن الأحنف
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18290
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13