• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاباحية في العراق الديمقراطي .
                          • الكاتب : فراس الغضبان الحمداني .

الاباحية في العراق الديمقراطي

 الإباحية في المجتمع من اخطر الأمور التي تشغل بال الجنسين رغم كل الأغطية والذرائع التي تحجب الإفصاح عن هذه الحقيقة دينا وقانونا ولكنها تبقى الهاجس الأول للاستقرار النفسي للمرأة والرجل في المجتمع  .
ولا يبالغ من يدعي إن السبب الرئيسي لهجرة الملايين من الشباب العرب والمسلمين من بلدانهم باتجاه أوربا وأمريكا وخاصة في عقد السبعينات من القرن الماضي كان هدفه توفر الحرية الجنسية وإشباع  الرغبات ثم يأتي بعد ذلك طلب الرزق والاستقرار والحرية ومعنى ذلك إن أسباب الحرمان من الجنس الآخر هو الأساس حتى في ترك الأوطان .
وهذه المعادلة متبعة في كل بلدان العالم فنرى الشرق يتجه إلى الغرب والعكس صحيح ، رغم إن مجتمعاتنا تمارس ذلك ولكن بطريقة الدجل والنفاق ويجري بالخفاء وليس بالعلن وفي ظل ظروف تقود البعض باسم الدين والعشيرة والنخوة ومن يمارس القتل دفاعا عن الشرف المستباح  ولكن اليوم وبعد إن خضع العراق للعديد من الحروب المدمرة والكوارث الاقتصادية فقد أنتج معادلة جديدة ابسط مؤشراتها زيادة عدد النساء على عدد الرجال وارتفاع نسبة الأرامل والمطلقات بدرجة غير طبيعية تصل إلى بضعة ملايين ويؤشر هذا الرقم  ارتفاعا نوعيا في معدلات الحرية الجنسية وبدرجات ربما تزيد على ما هو متوفر في أمريكا وأوربا وهذا الأمر دعا الكثير من الشباب يعدلون عن فكرة الهجرة إلى الغرب للإقامة والتمتع بالحرية الجنسية لان ما يبحثون عنه بات متوفرا وبامتيازات نوعية لم يكن يحلم بها من قبل ولم تتوفر في أوربا وبكلفة زهيدة قد لا تتعدى مجرد كذبة أو وعود وهمية .
لقد كنا نشاهد الانحلال الجنسي في بلدان أوربا الشرقية نتيجة الحرب العالمية الثانية وما خلفته من أرامل ونقص كبير في الرجال ولعل مغامرات النظام السابق في حروبه الطويلة والمدمرة قد اختصرت علينا الطريق وجعلتنا نحصد ثمار كوارث الحرب العالمية وبنسب ربما تكون مبالغ فيها ولعل في هذه النقمة نعمة يستمتع بها الرجال على حساب النساء اللواتي أصبحن في هذا الظرف القاهر يتنازلن عن الكثير من اشتراطاتهن في فارس الأحلام وأصبحت الواحدة منهن تقبل بأبسط المواصفات لإقامة أسرة وسد الرغبة الجنسية بالحلال خوفا من نتائج المغامرة الحرام  .
والبعض الآخر من النساء لجان للعلاقات العابرة مع الشباب وقد يكون الثمن فادحا جدا لأنهن قد يقعن  برجال لا يحترمون هذه الرغبة الاضطرارية وهذه الخصوصية فتتحول النساء إلى ضحايا يتاجر بها أشخاص لا يتمتعون بالمسؤولية واحترام الذات الإنسانية ويقومون باستدراج ضحاياهم ومن مختلف الشرائح لأماكن الرذيلة وخداعهن بوعود كاذبة بل إن البعض منهن يقعن ضحية من خلال تصوير سري  يقوم به الرجل يسجل فيه وقائع العملية الجنسية كاملة يحتفظ بها لأغراض الابتزاز أو يبثها بين أصدقائه متفاخرا بفحولته أو تعبيرا عن سقوطه وانحلاله. 
إن هذه الظواهر التي استفحلت بعد عام 2003 نحن اليوم بحاجة ماسة لخلق وعي جديد لحماية المرأة العراقية من هذه المهزلة الإنسانية التي جعلتها الضريبة والتضحية في آن واحد المرة الأولى حين تفقد قرينها وأسرتها والمرة الثانية حين تقع ضحية بيد نصابين ومحتالين يأخذون رغباتهم ويتركون ضحاياهم مادة سهلة للتشهير والرذيلة الاضطرارية .
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18275
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14