• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رسالة من والد .
                          • الكاتب : مهدي عبدالله التميمي .

رسالة من والد

الرسالة الاولى

 

إبنتي الكبرى ...

العزيزة دائما و ابدا...

اقول لك شكرا

لانك تفرحيني دائما وتشعريني بقيمتي ومعزتي عندك عندما تؤكدين على ماما ورقية واحمد ( سلمولي على بابا).

وشكرا.. لانني اول شخص اتصلتي به بالعيد وقلتي له ( كل عام وانت بخير )

و شكرا.. لانك تسألين عني وعن صحتي، خاصة في الفترة الاخيرة حيث اخذ ينال التعب مني باي مشوار، وخاصة هناك شكوى من الم في قلبي.

و شكرا.. لانك تشعرين بحالي وتعرفين انه ليس هناك على وجه الارض، من هو على استعداد لأن يعمل اي شيء من اجلك وامك واخوتك، اكثر مني.

وشكرا... لانك تعلمين اني افتقدك كثيرا وتخنقني الغصة لغيابك، ويؤلمني ان ادخل الى البيت وانت غير موجودة بيننا..

وشكرا ...لانك تعلمين، اني، رغم دخولي في سن ال ٦٢ عاما سن الشيخوخة، ساظل اسعى واجد واجتهد من اجل تأمين العيش الكريم لكم.

و شكرا.. لانك تعرفين اني اصلي بجوف الليل ساجدا واتوسل لله سبحانه ان يسهل عليك كل امر عسر، وتحققين حلمك وطموحك، وادعو لك بكل فرض صلاة ان يقرب اليوم الذي ترجعين فيه ناجحة وسعيدة لنجتمع معا، وتكوني امام عيوننا وبيننا.

ارجوك ... لا تشغلي بالك بي...

ليلة امس سمعتك تسألين ماما كثيرا عني وعن صحتي وتطلبين منها ان تحول المكالمة لي لتسلمين علي لانك مشتاقة لسماع صوتي ومعرفة احوالي وخاصة وضعي الصحي، الذي اخذ يسوء بسبب كثرة الخدر باطراف اصابع يدي.

وسمعتك تقولين اريد ان اكلم بابا لاننا لم نتكلم معا منذ افترقنا ( أشعر كأننا افترقنا دهرا).

انا اعرف معزتي عندك، لانني عندما اصحو صباحا.. اجد الكثير من المسجات والرسائل التي تسطرين بها حبك وحنينك وشوقك للبيت وللأهل ولابيك خاصة ..

تاكدي يا ابنتي..

إن ابنك او إبنتك سيعاملونك مستقبلا، بنفس الاسلوب والطريقة التي تعاملينني بها،

لان... ( كل ساق سيسقى بما سقى )

خاصة عندما تعرفين، ان بعض غضبي، او عصبيتي، بسبب ثقل وطأة ما ينوء ظهري بحمله، وهو حمل ثقيل جدا .. جسدي ونفسي ومعنوي ومادي يطرق على هذا الرأس الذي غزاه الشيب، في صورة تقول؛ إنني في كل يوم، ادنو، قريبا من قبري.

 

شكرا .. ابنتي الكبرى، البارة، الحنينة، التي تشعرني بأبوتي. والتي تعلم ان توفيقها من الله يقترن برضا الله ثم رضا الوالدين.

وحقيقة... شكرا جدا ... لانك تجهرين بهذا الشعور الذي تترجمين به مستوى ومقدار غلاتي وقيمتي عندك.

وحقيقة ... شكرا جدا .. لانك واضحة، لاتمثلين او تدعين حبا ومحبة غير موجودة.

شكرا ... للمرة الألف.

وتذكري دائما، ان الله تعالى لايضره مشرك، ولاينفعه مؤمن، انما المشرك او الملحد ومن يعمل السيئات لايضر الله و انما يضر نفسه.

والمؤمن او البار لاينفع الله وانما ينفع نفسه.

وكذا الامر مع الإبن او الإبنة، فانهما ان احسنا لوالديهما فإنما يحسنان لانفسهما، وإن اساءا أو تجافوا او قطعوا صلة رحم، انما يسيئون لأنفسهم.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=182577
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 05 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14