أنا من متابعين قناة (ناشينول جيوغرافيك) كان هناك برنامج عن الحيوانات و التقرير خص حيوان (قرد الشمبانزي) كان المشرفون على المحمية نساء و رجال يرتدون تي شيرت مرسوم عليه صورة قرد شاهدت عناية ليس لها وصف من ناحية العناية بإطعام القرود و صحتها وحتى نفسيتها عدت بذاكرتي أيام الدراسة في الابتدائية جاءانا تلميذ جديد كنت في صف الثالث ابتدائي و أسمه (عناد) لم يكن جميل المظهر وعلى وجهة أثار شجار قديمه كان يحب السير وحدة المسكين من أول يوم دراسي فرض التلاميذ و المعملين والمعلمات حصار على هذا المسكين حصار كأنه حصار قريش لا احد يكلمه و لا احد يلعب معه وأطلقوا علي اسم الوحش كان عدوه للدود المعلمة سهام الارستقراطية الجملية كانت تنظر إلى التلاميذ إلى ما يملك ذويهم وليس إلى مستواهم كانت قاسية جدا معه من ضرب وتوبيخ مع العلم انه كان مستواه جيد في يوم توزيع نتائج امتحان الإملاء نادت المعلمة باسمه وقف أمامها أمسكت عصاها الطويلة وانهالت عليه ضربا حتى يظل يصيح الله اكبر لكن اتضح انه ليس صاحب الدفتر ذو النتيجة الراسبة أنة تلميذ أخر أما عناد فكانت نتيجته عشرة من عشرة رغم هذا لم تقدم الاعتذار بل أرسلت إلى أهله رسالة تبلغهم بسوء تصرفات ابنهم اليوم الثاني جاءت به أمه وقامت بضرب ابنها أمام الطلاب لكي ترضي المعلمة المدعية الدمعة لم تفارق عيون عناد عناد لم يكن احد يعطف علية سوى المعاون أستاذ (علي ) حتى في يوم درس الرياضة كنا نلعب كرة قدم نحن الأولاد كان يطرد من معلم الرياضة كنا مشغولين باللعب وإذ بي اركل الكره باتجاه معاكس للهدف ذهبت وتوقفت عند قدمي عناد قال زملائي أنت من ركلها اذهب واحضرها تقدمت نحوه كان يجلس وحده كنت خائفا منه وقالت له هلا مررت لي الكرة نظر الي ونهض من مكانه تصورت انه سيلكمني لكنه اخذ الكرة بهدوء وإعطاني إياها وابتسم لم أتوقع هذا الوحش يبتسم أما الحادثة الا خيره فكانت تلميذه في نفس الصف واسمها هبه (أم العيون الزرق ) كما نسميها رغم صغر سنها لكنها وأعوذ بالله (لا تمنع يد لامس ) وهي بنت معلمة أعجبت بعناد فأردت نيل غايتها منه خلت به لكنه رفض طلبها ما كان عليها سوى ان تصرخ على انه اعتدى عليها وذهبت إلى معلم كبير في السن أسمة عبد الله انهال على عناد ضربا بعصا أصيب عناد بصدمه و صرخ بقوة سمعها كل من في المدرسة وراح على سطح المدرسة كان سياج العلوي محطم اخذ يرمينا بالحجارة وعلى المعلمين الذين اختبئوا في الإدارة كأنهم نعاج اتصلوا بمستشفى المجانين لكن لم يستطيع احد الصعود له حتى أمه وأبيه الذين حاولا أقناعه بكل وسيلة لكن فات الأوان على ذلك وحدة أستاذ (علي) استطاع تهدئته نزل كان ينظر إلى جميع التلاميذ باحتقار و كأننا خدام لمعلمون لم يكن لهم نية تعلمينا بل ألاهانة فقط بعد أخذوه إلى المجانين راح الطلاب يهتفون بأمر المدير اذهب اذهب يا مجنون
سمعت بعد فترة طويلة انه انتحر المسكين لو ابن رئيس أو وزير هل كانوا يعاملونه مثل هذا التعامل
مصطفى عبد الحسين اسمر
|