• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أداء الأمانات في القرآن الكريم والحديث (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

أداء الأمانات في القرآن الكريم والحديث (ح 1)


قوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا" (النساء 58) أن الله سبحانه يغفر الذنوب التي تخص علاقة العبد بربه كالصلاة والزكاة، اما علاقة العبد بعباد الله الآخرين فان غفرانها يعتمد على رد المظالم الى أصحابها، فالذي يستقرض شيء من آخر ولم يردها له فان الله تعالى الحكم العدل يوم القيامه سوف يأخذ حسنات الشخص غير المؤتمن وتقدم الى الشخص المظلوم لأن يوم القيامة لا توجد نقود ولا ممتلكات حتى تؤخذ منه. بالاضافة ان المسلم الذي يصلي ويصوم ولكنه غير مؤتمن وأخلاقه وتصرفاته سيئة مع غير المسلمين فان غير المسلم لا يمكن ان يعتنق الأسلام لانه يرى مثل هذه النماذج السيئة، وكونه لا يتواجد في المساجد حيث غالبا تصرف نفس المسلم جيدة في هذه الأماكن.
قال الله تبارك وتعالى عن كلمة الامين ومشتقاتها "أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ" ﴿الأعراف 67﴾ امين صفة، و "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ" ﴿يوسف 54﴾، و "إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ" ﴿الشعراء 107﴾، و "إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ" ﴿الشعراء 125﴾، و "إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ" ﴿الشعراء 143﴾، و "إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ" ﴿الشعراء 162﴾، و "إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ" ﴿الشعراء 178﴾ وهذا يدلّ دلالة أهمّيّة الامانة إلى جانب مهمّة إبلاغ الرسالة الإلهية لكسب ثقة الناس على اقوال الرسل عليهم السلام، و "قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ" ﴿النمل 39﴾ امين اي لا اخونك، و "أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ" ﴿الدخان 18﴾، و "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ" ﴿الدخان 51﴾، و "مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ" ﴿التكوير 21﴾، و "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ" ﴿الشعراء 193﴾، و "قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ" ﴿القصص 26﴾ القوي الامين هو موسى عليه السلام، و "وَهَـٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ" ﴿التين 3﴾ البلد الامين مكة المكرمة او رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن الاحاديث النبوية التي تتحدث عن الأمانة: (اد الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك)، و (التاجر الصدوف الامين مع النبيين والصديقين والشهداء). جاء في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام (السلام على أمين الله) السارق والخائن عدو الأمير أمين الله. ان أمين الله هو اللقب الأهم لأمير المؤمنين عليه السلام لأنه تحمل الأمانة والذي بسببها عاداه كثير من الناس التي تريد أن تأخذ أكثر مما تستحق وتخون العقود. جاء الدعاء عند استلام الحجر: (أمانتي اديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة).
عن الشيخ عبد الحافظ البغدادي: العهد يتفرع الى قسمين، الاول الوفاء بما تعاهد الانسان مع غيره بصورة كاملة وصادقة وهذا يرتب حقوقا بذمته، والقسم الثاني هي حقوق الاخرين التي تعلقت بالذمة من جراء معاملة العهد، وهذه يؤديها صاحب الاخلاق الحميدة التي تزرع ثقة الناس فيه فيميلون الى التعامل معه بثقة عالية، كما مدح الله احد انبياءه بتلك الصفة "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا" (مريم 54). يقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (عليكم بصدق الحديث، ووفاء العهد، وحفظ الامانة فانها وصية الانبياء).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=181958
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 05 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12