الاشياء التي من حولنا تلعب دورا كبيرا رغم هامشيتها في التعامل الروائي مع الموضوع!! والروائي العبقري هو الذي يحرك الحياة الجامدة ويجعل لها دورا كبيرا في رسم لوحة الحياة الدرامية,عشرات من الناس يمرون مر الكرام امام الاشياء التافهة او الجامدة دون ان ينتبهوا لها وهي في الحقيقة تعكس صورة كبيرة عن طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه الشخصيات.
ذات يوم قررت ان أرى او اراقب جواريب الناس!! وقلت سأسجل ملا حظاتي العبقرية!! عن هذا الموضوع فاكتشفت حقائق مذهلة فلم تكن الناس في اغلب الحالات ترتدي جاروبا غير ممزق من اسفل الكعب!! والبعض لم يكن يهتم للون الجاروب فيلبس ما يشابهه دون ان تفطن الناس اليه وآخر كان يتمتع بظهور اصبعه الكبيرة من ذلك الجاروب العنيد برأسها الضاحك من كل الاشياء والبعض من الناس لم يكن يهتم فيما لو نزل جاروبه الى اسفل القدم امام الآخرين وفي ضوء ذلك حللت شخصياتي تحليلا دقيقا من الناحية الاجتماعية المنعكسة على طبيعة الجاروب!!
وكذلك انعكس الوضع الاقتصادي السيء على سلوك الآخرين الذين لايبالون في حياتهم كيف تظهر منهم الاشياء بسبب من العوز والفقر والحاجة المريرة التي لاتبالي بمظاهر الجمال!!
من هنا تظهر الاشياء الجامدة واهمية الكاتب الساحر الذي يرسم شخصياته بأدق تفاصيل اشيائها قلم ما منديل ورق اصفر ستارة عليها غبار السنين طبلة هامشية نظارات مكسورة الخ وربما تكون الاشياء الجامدة ساحرة بحد ذاتها!! فيكون رسمها في العمل الروائي دليلا على الفتنة الجمالية وكان اعظم الروائيين لايتخلى عن وصف المائدة او الكرسي او الكؤوس والاواني والملابس المعلقة على حبل الغسيل وفي ذلك كله يكمن سحر الاشياء الجامدة في العمل الفني!! |