من المشاكلِ التي تُعاني منها العديدُ من الأُسَرِ حتى وإنْ كانتْ صغيرةً هي مُشكلةُ المُشاجرةِ بينَ الإخوة. وقد تُسبّبُ هذه المشكلةُ ألمًا وإزعاجًا للوالدين خاصةً الأمّ؛ بسبب تواجدها في البيتِ أكثر من الأب، وفي كثيرٍ من الأحيانِ يعجزُ كلا الأبوينِ عن منعِ تلك المُشاجرات. ولا تخلو هذه المُشكلةُ من أسبابٍ، ومن هذه الأسبابِ هو عاملُ الغيرةِ بينَ الإخوة، والتي تحدثُ بسببِ توجُّهِ الأبوين أكثر إلى أحدِ الإخوةِ بنحوٍ من الأنحاء وعدمِ مُراعاةِ العدالةِ بينهما أو بسببِ مُقارنةِ الواحدِ منهم بالآخر، فيقولُ لأحدهم إنَّ أخاك أفضلُ منك؛ فهو مُطيعٌ ونظيفٌ و...
وأيضًا مسألة تفضيلِ الذكورِ على الأناثِ بصورةٍ مُفرطة، وذلك بإشعارِ البنتِ بأنّها دونَ أخيها لأنّها بنت، ولهذه الأسبابِ ولغيرها قد يحقدُ الأبناءُ على بعضِهم بعضًا ممّا يؤدّي إلى الشجارِ والتصادُمِ بينهم.
من الأسبابِ الأخرى هو أنَّ أحدَ الإخوةِ يُعيرُ أو يعيبُ أخاه بضعفِ تفوّقِه الدراسي وكسله أو بشكلِ جسمه أو قصره أو ضخامته..
كذلك استيلاءُ أحدِ الإخوةِ على ألعابِ وأغراضِ أخيه من دونِ رضاه أو أنْ تأخذَ الأُمُّ لعبةَ الأخِ الأكبرِ وتُعطيها للأخِ الأصغرِ ممّا يُسبّبُ حقدَه على أخيه فيقومُ بضربه وإيذائه، وأسباب أخرى.
وفي وسطِ هذه الأجواءِ يقفُ الأبوان عاجزين عن الحدِّ من هذه المُشاجراتِ بينَ الإخوة... فنقولُ: أيُّها الآباءُ والأُمّهاتُ عليكم بالمحبةِ الشاملةِ بينَ الأبناءِ دونَ تفرقةٍ بينهم، وعلى الوالدينِ أنْ يُخصِّصا وقتًا مُعينًا لكُلٍّ من الأبناءِ وهذا من حقِّ الأبناءِ وأنْ لا يُفرّقوا بينَ الذكورِ والإناثِ فعلى الأُمِّ أنْ تهتمَّ بأبنتها وتجعلها صديقةً لها وتُشعرَها بأنّها تُحِبّها كما تُحِبُّ باقي إخوتِها دونَ فرق..
وأيضًا على الوالدينِ أنْ يُحقِّقوا العدالةَ بينَ الأبناءِ في الملبسِ والمأكلِ والألعاب، أمّا المصروفُ اليومي فهذا يختلفُ بحسبِ عمرِ الأبناء، إذ من البديهي أنْ يحتاجَ الولدُ الأكبرُ إلى مصروفٍ أكثر من أخيه الأصغر، ويجبُ على الإخوةِ تقبُّلُ هذا الأمر.
كما ننصحُ بعدمِ المُقارنةِ بينَ الأبناءِ؛ لأنّها سببٌ لإثارةِ الغيرةِ بينَ الإخوةِ ولا بُدّ للأبوين أنْ يعرفوا أنّ هناك فروقاتٍ فرديةً بينَ كُلِّ واحدٍ منهم، ولهذا لا يُمكِنُ أنْ يكونَ كُلُّ الأبناءِ مُتفوّقين أو مُطيعين أو على قدمٍ واحدةٍ من الذكاءِ والنباهةِ فلكُلِّ واحدٍ منهم ميزتُه الخاصة.
وأخيرًا ننصحُ الوالدين بعدمِ التدخُّلِ كثيرًا في أمورِ النزاعِ بينَ الأولادِ إلا إذا كانَ هناك أذىً أو ضرب، وباللجوءِ إلى الحوارِ الهادئ ووضعِ قوانين يلتزمون بها، ومنْ يلتزمْ بهذه القوانين يحصلْ على مُكافأة.
كما ننصحهما بأنْ يضعا لأولادهما نشاطاتٍ داخلَ المنزلِ كمُساعدةِ الأُمِّ في أعمالِ المنزلِ أو مُساعدةِ الأبِ في بعضِ الأعمالِ، وكمُمارسةِ كُلٍّ منهم هوايته الخاصةَ كالرسمِ مثلًا وتشجيعهم على قراءةِ القصصِ والكتبِ الهادفةِ المُناسبةِ لأعمارهم.
بهذه الحلولِ من المُمكنِ أنْ نُقلِّلَ من المُشاحناتِ والمُشاجراتِ بينَ الإخوة.
|