تعد فكرة التقريب بين المذاهب الاسلامية، القاعدة الاساسية لخلق حالة التعايش المذهبي بين اتباع المذاهب الاسلامية المختلفة ، وذلك في كل زمان و مكان، إذ تصدى لإبراز اهمية هذه الفكرة العديد من العلماء و المفكرين و الباحثين الاسلاميين، لاسيما على مستوى التاريخ الحديث و المعاصر.
و بذلك تناول هذا البحث الدور الكبير الذي قام به ابرز مفكري عصر النهضة الاسلامية في منتصف (القرن التاسع عشر)، مثل السيد (جمال الدين الافغاني) و الشيخ (عبد الرحمن الكواكبي)، و ما طرحاه من إسهامات تأسيسية في هذا الجانب، و التي كان لها الاثر الواضح والكبير في تأسيس دار التقريب بين المذاهب الاسلامية التي نهض بها علماء اجلاء من مختلف المذاهب الاسلامية و من بلدان اسلامية شتى، إذ تم تناول ابرز اسهامات هؤلاء العلماء والمفكرين في عملية النهوض بهذه الفكرة (التقريب)، و ذلك في سعيهم لرسم ملامح المشروع الاسلامي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ليمثل منهجا و خطا فقهيا و فكريا و معرفيا عاما و شاملا، تنضوي فيه العديد من المذاهب و المدارس الفقهية الاسلامية .
و في هذا السياق تناول البحث الدور الاساسي و المحوري الكبير الذي تصدى له ونهض به سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) ، في عملية اعادة احياء هذا المشروع الاسلامي النهضوي الكبير، (مشروع التقريب بين المذاهب الاسلامية)، و ذلك من خلال الفتاوى و البيانات و الرسائل و الاجابات، التي طرحها سماحته في هذا الجانب ، و التي شكلت انطلاقة قوية و حقيقية جديدة في مسألة اعادة احياء مشروع التقريب بين المذاهب الاسلامية ، مما كان له و ما زال الاثر الكبير في عملية تحقيق التعايش المذهبي بين اتباع المذاهب الاسلامية المختلفة ، و ذلك على مستوى العالم الاسلامي بشكل عام، وعلى مستوى العراق بشكل خاص، بعد ما شهده هذا البلد المسلم من مخاطر وتهديدات وتحديات كبيرة تمثلت ببروز دعاوى التعصب و التكفير و التطرف و الغاء الآخر، و ذلك بعد عام 2003 .
لتحميل البحث اضغط هنا

|