وردت كلمة مليم ومشتقاتها في القرآن الكريم: لَوْمَةَ، لَائِمٍ، لُمْتُنَّنِي، تَلُومُونِي، وَلُومُوا، مَلُومًا، مَلُومِينَ، مُلِيمٌ، بِمَلُومٍ، يَتَلَاوَمُونَ، اللَّوَّامَةِ.
قال الله عز وجل عن كلمة مليم ومشتقاتها "فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ" ﴿الصافات 142﴾ مليم اسم، مُليم: مذنب. أو مسيء، و هو الذي اكتسب اللوم و إن لم يُلَم، و الملوم الذي قد لِيمَ باللسان، وَهُوَ مُلِيمٌ: آت بما يلام عليه، وهو مليم: أي آت بما يلام عليه من ذهابه إلى البحر وركوبه السفينة بلا إذن من ربه، فأُلقي في البحر، فابتلعه الحوت، ويونس عليه السلام آتٍ بما يُلام عليه، و "فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ" ﴿الذاريات 40﴾ مُلِيمٌ: مذنب، هو مليم: آتٍ بما يُلام عليه الكُـفْـر، مُليم: آت بما يلام عليه من تكذيب الرسل ودعوى الربوبية، فأخذنا فرعون وجنوده، فطرحناهم في البحر، وهو آتٍ ما يلام عليه؛ بسبب كفره وجحوده وفجوره، و "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" ﴿المائدة 54﴾ لومة اسم، لائم اسم، لومة لائم: اعتراض معترض في نصرهم الدين، يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من يرجع منكم عن دينه، ويستبدل به اليهودية أو النصرانية أو غير ذلك، فلن يضرُّوا الله شيئًا، وسوف يأتي الله بقوم خير منهم يُحِبُّهم ويحبونه، رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين، يجاهدون أعداء الله، ولا يخافون في ذات الله أحدًا. ذلك الإنعام مِن فضل الله يؤتيه من أراد، والله واسع الفضل، عليم بمن يستحقه من عباده، و "قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ" ﴿يوسف 32﴾ لُمْتُنَّنِي: لُمْ فعل، تُنَّ ضمير، نِي ضمير، الذي لمتنني فيه: في حبه بيان لعذرها، قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي قطَّعن أيديهن: فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن هو الفتى الذي لُمتُنَّني في الافتتان به، ولقد طلبته وحاولت إغراءه؛ ليستجيب لي فامتنع وأبى، ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا لَيعاقَبَنَّ بدخول السجن، ولَيكونن من الأذلاء.
جاء في کتاب تفسير غريب القرآن للمؤلف فخر الدين الطريحي النجفي: (لوم) "اللوامة" (القيامة 2) أي كثيرة اللوم يقال: ما من نفس برة ولا فاجرة إلا وهي تلوم نفسها يوم القيامة إن كانت عملت خيرا هلا ازدادت منه، وإن كانت عملت شرا لم عملته، و "ملوما محسورا" (الاسراء 29) أي تلام على إتلاف مالك، ويقال: يلومك من لا تعطيه وتبقى محسورا منقطعا عن النفقة والتعرف بمنزلة البعير الحسير و "مليم" (الذاريات 40) (الصافات 142).
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي قوله تعالى: وقوله "إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ" (المؤمنون 6) استثناء من حفظ الفروج، والأزواج الحلائل من النساء، وما ملكت أيمانهم الجواري المملوكة فإنهم غير ملومين في مس الأزواج الحلائل والجواري المملوكة. قوله تعالى "فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ" (الذاريات 54) تفريع على طغيانهم واستكبارهم وإصرارهم على العناد واللجاج، فالمعنى: فإذا كان كذلك ولم يجيبوك إلا بمثل قولهم ساحر أو مجنون ولم يزدهم دعوتك إلا عنادا فأعرض عنهم ولا تجادلهم على الحق فما أنت بملوم فقد أريت المحجة وأتممت الحجة. قوله تعالى "فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ" (الذاريات 40) النبذ طرح الشيء من غير أن يعتد به، واليم البحر، والمليم الآتي بما يلام عليه من ألام بمعنى أتى بما يلام عليه كأغرب إذا أتى بأمر غريب. الالتقام الابتلاع ، ومليم من ألام أي دخل في اللوم كأحرم إذا دخل في الحرم أو بمعنى صار ذا ملامة. والمعنى: فأخذناه وجنوده وهم ركنه وطرحناهم في البحر والحال أنه أتى من الكفر والجحود والطغيان بما يلام عليه، وإنما خص فرعون بالملامة مع أن الجميع يشاركونه فيها لأنه إمامهم الذي قادهم إلى الهلاك، قال تعالى "َقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّار" (هود 98). وفي الكلام من الإيماء إلى عظمة القدرة وهول الأخذ وهو أن أمر فرعون وجنوده ما لا يخفى.
|