• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نفحات عن الامام الحسن المجتبى عليه السلام (ح 2) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

نفحات عن الامام الحسن المجتبى عليه السلام (ح 2)

تكملة للحلقة السابقة ان الحسن والحسين عليهما السلام وحتى ائمة اهل البيت عليهم السلام هم اولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد صرّح بذلك القرآن الكريم حيث جعل عيسى بن مريم عليه السلام من ذرّية نوح أو إبراهيم عليهما السلام، مع أنّ عيسى عليه السّلام لم يكن له أب لينسب إلى نوح أو إبراهيم عليهما السلام، وإنّما اعتبر من ذرّيته، لأنّ مريم عليها السّلام ولدته التي من ذرية نوح وابراهيم عليهما السلام. قال الله تعالى : "وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ" (الانعام 84-85). فالله تعالى اعتبر عيسى عليه السّلام من ذرّية نوح عليه السّلام مع أنّه لا ينتسب إليه إلاّ عن طريق الأمّ. وهكذا انتساب الإمام الحسن والحسين عليهما السّلام إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، وانهما من أبناء الرسول صلّى الله عليه وآله.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وَيُؤْثِرُونَ عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ" (الحشر 9). و من هذه السمات الثلاث: المحبّة و عدم الطمع و الإيثار، كانت تتشكّل خصوصية الأنصار المتميّزة. و نقل المفسّرون قصصا متعدّدة في شأن نزول هذه الآية: يقول ابن عبّاس: إنّ الرّسول بيّن للأنصار يوم الإنتصار على يهود بني النضير، إذا كنتم ترومون المشاركة في حصّة المهاجرين من الغنائم فشاطروهم بتقسيم أموالكم و بيوتكم، و إذا أردتم أن تبقى بيوتكم و أموالكم لكم فلا شي‌ء لكم من هذه الغنائم؟ فقال الأنصار: علام نتقاسم بيوتنا و أموالنا معهم، نقدّم المهاجرين علينا و لا نطمع بشي‌ء من الغنائم؟ فنزلت هذه الآية تعظّم هذه الروح العالية. و نقرأ في حديث آخر أنّ شخصا أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فتشكا إليه الجوع، فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى منزله، فقالت زوجته: ما عندنا إلّا الماء، فقال رسول اللّه: من لهذا الرجل الليلة، فتعهّده رجل من الأنصار و صحبه إلى بيته، و لم يكن لديه إلّا القليل من الطعام لأطفاله. و طلب أن يؤتى بالطعام إلى ضيفه و أطفأ السراج، ثمّ قال لزوجته: نوّمي الصبية، ثمّ جلس الرجل و زوجته على سماط الطعام فتظاهروا بالأكل و لم يضعوا شيئا في أفواههم، و ظنّ الضيف أنّهم يأكلون معه، فأكل حتّى شبع و ناموا الليلة، فلمّا أصبحوا قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فنظر إليهم و تبسّم دون أن يتكلّم، فنزلت الآية أعلاه و أثنت على إيثارهم. و نقرأ في الروايات التي وصلتنا عن طريق أهل البيت عليهم السّلام أنّ المضيف هو الإمام علي عليه السّلام و أطفاله الحسن و الحسين عليهم السّلام، و المرأة التي نوّمت الصبية جياعا هي فاطمة الزهراء عليها السّلام‌. و يجدر الانتباه هنا إلى أنّ القصّة الاولى يمكن أن تكون سببا لنزول الآية، و القصّة الثانية من مصاديق تطبيق هذه الآية الكريمة. و بناء على هذا فإنّ نزول الآيات حول الأنصار لا يتنافى مع كون المضيف هو الإمام علي عليه السّلام.
جاء في کتاب الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي: والله أنزل "أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُم" (النساء 59) تنزلت في علي والحسن والحسين عليه ‌السلام، وقال في علي من كنت مولاه فعلي مولاه، وقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله : أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي إني سألت الله أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض فأعطاني ذلك، وقال: فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلال ، ولو سكت رسول الله ولم يبين أهلها ـ لادعى آل عباس وآل عقيل وآل فلان، ولكن أنزل الله في كتابه "إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم‌ السلام تأويل هذه الآية، فأخذ رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بيد علي وفاطمة والحسن والحسين صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ـ فأدخلهم تحت الكساء في بيت أم سلمة ـ وقال : اللهم إن لكل نبي ثقلا وأهلا فهؤلاء ثقلي وأهلي، وقالت أم سلمة: ألست من أهلك؟ قال: إنك إلى خير، ولكن هؤلاء ثقلي وأهلي، الحديث.
وفي قرب الإسناد، عن الحسين بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه : أن الحسن بن علي عليه ‌السلام كان جالسا ومعه أصحاب له فمر بجنازة فقام بعض القوم ولم يقم الحسن عليه‌ السلام فلما مضوا بها قال بعضهم : ألا قمت عافاك الله ـ فقد كان رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله يقوم للجنازة إذا مروا بها؟ فقال الحسن عليه‌ السلام: إنما قام رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله مرة واحدة، وذلك أنه مر بجنازة يهودي وقد كان المكان ضيقا فقام رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله وكره أن يعلوا رأسه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=180643
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 04 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12