• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصحف في القرآن الكريم (ح 3) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الصحف في القرآن الكريم (ح 3)

الصحف جمع صحيفة والتي وردت في القرآن الكريم في عدد من الآيات كما قال الله تبارك وتعالى "أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ" ﴿النجم 36﴾، و "فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ" ﴿عبس 13﴾، و "صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ" ﴿الأعلى 19﴾، و "أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ" ﴿طه 133﴾، و "يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ" ﴿الزخرف 71﴾، و "بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَىٰ صُحُفًا مُنَشَّرَةً" ﴿المدثر 52﴾، و "وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ" ﴿التكوير 10﴾، و "إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ" ﴿الأعلى 18﴾، و "رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً" ﴿البينة 2﴾. والصحف هي اما الكتب المنزلة او الصحف التي يكتب عليها أعمال الإنسان. والصحف في الوقت الحالي هي لنشر الأخبار والموضوعات المختلفة والتي قد تعود لحكومات الدول او الكيانات المختلفة. وفي العقد الاخير اصبحت مواقع الكترونية تشغلها صحف ورقية او قد تمثل صحف الكترونية بحد ذاتها. ولذلك أصبحت الصحف الالكترونية أكثر انتشارا من الصحف الورقية. قال الله تعالى "عَلَّمَ ٱلْإِنسَٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" (العلق 5).
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: الكتب ثلاثة أنواع: القسم الأول: الكتب المنزلة على الأنبياء عليهم ‌السلام وهي المشتملة على شرائع الدين. وقد ذكر الله سبحانه منها كتاب نوح عليه‌ السلام في قوله "وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقّ" (البقرة 213) وكتاب إبراهيم وموسى عليهما السلام قال "صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى" (الاعلى 19) وكتاب عيسى وهو الإنجيل قال "وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ" (المائدة 46) وكتاب محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله "تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ" (الحجر 1)، وقال "رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً * فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ" (البينة 2-3)، وقال "فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ، مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ، بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ، كِرامٍ بَرَرَةٍ" (عبس 16)، وقال "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" (الشعراء 193-195). القسم الثاني: الكتب التي تضبط أعمال العباد من حسنات أو سيئات فمنها: ما يختص بكل نفس إنسانية كالذي يشير إليه قوله تعالى "وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً" (الاسراء 13)، وقوله "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ" (ال عمران 30) إلى غير ذلك من الآيات، ومنها: ما يضبط أعمال الأمة كالذي يدل عليه قوله "وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا" (الجاثية 28) ومنها: ما يشترك فيه الناس جميعا كما في قوله "هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (الجاثية 29) كان الخطاب فيه لجميع الناس. لعل لهذا القسم من الكتاب تقسيما آخر بحسب انقسام الناس إلى طائفتي الأبرار والفجار وهو الذي يذكره في قوله "كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13) كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَّرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)" (المطففين 7-21). القسم الثالث: الكتب التي تضبط تفاصيل نظام الوجود والحوادث الكائنة فيه فمنها الكتاب المصون عن التغير المكتوب فيه كل شيء كالذي يشير إليه قوله تعالى "وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ" (يونس 61)، وقوله "وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ" (يس 12)، وقوله "وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ" (ق 4)، وقوله "لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ" (الرعد 38) ومن الآجال الأجل المسمى الذي لا سبيل للتغير إليه، وقوله "وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً" (ال عمران 146).
الآثار العراقية تؤكد ان لديها مصحف بخط الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. وقال الراغب في محاضرات الأدباء عن أبي الأسود: (وهو أول من نقّطَ المصحف، وأسسّ أساس النحو بإرشاد علي عليه السلام). والروايات التي نسبت النحو إلى أبي الاسود هي بالإجماع إلّا من شذّ ممن لايُعتدَّ به.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث له (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ) ويتضح ان دعوة الولد الصالح لابيه لها الاهمية الثانية بعد موت الاب في حصول الثواب للميت




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=180126
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 03 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12