لم يعد خافيا على ابسط الناس ان السعودية بمالها السياسي تتدخل في شؤون الدول العربية وغير العربية تنفيذا لأجندتها الخاصة وأحيانا لتنفيذ مخططات اجنبية ، فهذا الاسرة معروفة بتآمرها على الكثير من الحكومات العربية قديما وحديثا وما فعلته السعودية عندما دفعت صدام ودعمته بالمال والسلاح في حربه ضد ايران يعد من اوضح الامثلة ، وقد سقط في تلك الحرب الملايين , ولم تكتف السعودية بذلك بل اعتبرت تلك الاموال ديونا على الشعب العراقي .
لقد تدخل المال السعودي بإسقاط الطاغية صدام لانها كانت تشعر بتهديده المباشر ايام حرب الخليج الثانية ، واليوم تتآمر على حكومة العراق ممثلة بالمالكي ، وقد اسقطت حكومة الجعفري من قبلها عندما وقف الجعفري في القاهرة مذكرا هذه الدول بقيمتها الحقيقية وقيمة العراق وقادته فغضب السعوديون عليه ودسوا الاموال لأتباعهم فكان الذي جرى ليأتي بعد ذلك المالكي الذي كانوا يظنونه ضعيفا ومستكينا ، لكن بعد توقيعه على اعدام صدام اغضب المالكي خصوم الجعفري فغضبوا عليه اكثر مما غضبوا على غيره ممن حكم العراق عبر التاريخ لانهم شعروا لاول مرة انهم بازاء خصم عنيد يمكن ان يشكل خطرا مستقبليا على مملكتهم خاصة اذا ما تحالف مع عدوهم اللدود ايران .
المال السياسي السعودي لم يكن دوره محصورا في العراق بل تدخل في لبنان لصالح تيار المستقبل وجلب الناخبين بالطائرات من انحاء العالم ليقترعوا في لبنان ، و بالامس القريب تدخل في مصر فأصدر حكام ال سعود امرا بمساندة البنك المصري بأكثر من ثلاثة مليارات دولار ، وبذلك الفعل رفعوا رصيد احمد شفيق ( خليفة مبارك) بالانتخابات التي كانت نتيجتها مفاجأة ليس للمصريين بل للعالم كله ، فشفيق بعدما كان يقاتل من اجل عدم استبعاده من الترشيح للانتخابات الرئاسية برز بقوة لينافس على منصب الرئاسة ، وهذا بفضل المال السياسي السعودي .
وتشير بعض المصادر الاعلامية الغربية الى ان السعودية تلعب دورا مهما فيما يجري الان في العراق لكن الغريب فعلا ان الاعلام السعودي خاصة والخليجي عامة قد صمت وسكت عن الذي يجري في العراق بحيث طيلة مدة الاجتماعات وبدءا من اربيل ومرورا بالنجف وانتهاء بالسليمانية لم تنقل وسائل الاعلام خبرا واحدا عن الذي يحدث بينما تنقل كل صغيرة وكبيرة عن الذي يجري في القاهرة وفي سوريا متناسية تماما مايدور في العراق لانها قد اعتمدت على قيادات مهمة ستقوم بالدور على اكمل وجه فلا حاجة للاعلام من جهة ومن جهة اخرى فانها ارادت ان توهم الاخرين بان ما يجري في العراق هو شأن داخلي بعدما فهمت مضمون الرسالة التي وجهها اوباما الى بارزاني ، بان حل المشكلة العراقية يجب ان يكون داخليا.
ان الصمت الاعلامي السعودي وخاصة قناة العربية يدل دلالة مباشرة ان امراء السعودية قد وجهوا اعلامهم توجيها مباشرا بالابتعاد عن القضية العراقية في هذا الوقت بالتحديد حتى لا تظهر السعودية على انها المحرض الرئيس لما يجري في العراق ، وليس قناة العربية لوحدها بل العجيب ان قناة الجزيرة المعروفة بنقلها لكل شاردة وواردة عن العراق قد سككت عن تغطية المشاكل الحالية الامر الذي يعزز ان قطر والسعودية قد اتفقا على ان المقاتلة على الساحة العراقية ستكون بالنيابة .. واليكم بعض الاخبار التي نشرت في بعض الوسائل الغربية ودور السعودية والخليج فيها : فقد كشف تقرير لراديو "اوستن" النرويجي نقلا عن مصــــــــــــــادر دبــــــلوماسية غربية ، وبتعاون مكثف ومعقد مع مجموعة إعلامية وصحفية من النرويجيين.
ان "السعودية انجزت خطوات كبيرة من مشروعها السياسي بالتنسيق مع حلفائها قائمة "العراقية" و"الاكراد" بالعمل لاسقاط حكومة نوري المالكي وتفكيك "التحالف الوطني العراقي" الذي يمثل التجمع الشيعي الوحيد للاحزاب والقوى السياسية المتحالفة في العراق".
واضاف راديو "اوستن" ان السعودية تلقت بارتياح كبير نجاح رئيس منطقة كردستان مسعود برزاني، وزعيم قائمة "العراقية" اياد علاوي في اقناع زعيم التيار الصدري "بان معارضتهما لرئيس الوزراء نوري المالكي لا علاقة باجندات خارجية، وانهما سيتوقفان عن محاولات سحب الثقة اذا وافق المالكي على تفعيل اتفاقية اربيل الاولى، ومن بينها الموافقة على اعلان تشكيل مجلس السياسات العليا بصلاحيات كاملة كما كا نتفق عليه في تلك الاتفاقية".
وكشف راديو "اوستن" النرويجي نقلا عن دبلوماسيين غربيين ان "السعودية تستخدم في العراق حاليا، المال السياسي لدعم حلفائها واسقاط غريمها المالكي كما تستخدمه بنجاح في مصر واليمن، وانها وضعت ميزانية تبلغ نحو 500 مليون دولار لشراء اصوات النواب العراقيين الذين يوقعون على ورقة سحب الثقة من المالكي بمعدل 2 – 3 مليون دولار للنائب الواحد، وان نسبة غير قليلة من هذا المال تم تحويله الى حسابي اثنين من كبار الشخصيات التي تقود عملية اسقاط المالكي |