في الصُّبح هذا إشراقٌ يَستفيضُ
الغيوم رَحلتْ.. والجمعُ يَستعدُ للغِناء والنَّشيد
الأطفالُ في الرِّياض..
في ربانا.. الأطيارُ تُغرد لعيدِ الأم وبدْء الرَّبيع
الوان سَقسقتها تَسترقُ السَّمع لغبطةِ أبناء ..
الأغصان تضحك..
ترسم أبتسامات البداية لمشوارٍ مُتجدد جديد
تَرتفع عيونُ الباكين و الذَّاكِرين نحوَ سماءٍ وصفاء
وانت يا أمي..
رحلت عنَّا مُنذ سِنين
سافرتِ يا أمي بجسدك ولكن روحك
في زوايا أرواحنا ما زالت تُقيم
يا أمي..
لا زلت أُدون الذِّكريات
بقرطاسيةِ الزَّمن على صدر الأيام أكتبُها
فلا تُمحى ولا تزولُ منها ألوان الشَّوق اليك والحنين
.. يا أمي
لا زلت اكتبُ لكِ الرَّسائل اليوميةِ
أزينُها باقلامي الورديةِ
محبةً وشوقًا في كلِّ حين
وإنني لأعلمُ انَّكِ بها تَشعرين
وبحروفِها تَفرحين
لكني يا أمي سأخبرك أخبار الأيام والسِّنين
نحن يا أمي في زلزال وبراكين ..
مواليدَ لأمهات وأباء قضوا تَحت الرُّكام
يضحكون لوجوه الأغراب
يُصرون للبدْءِ في مِشوار الحياة المُلتوي الطَّويل
ونَحن يا امي ..
في قامتنا المَشدودة ما زلنا الى الأمام نَسير
نلملمُ في اكياسنا المُعتقة ..
ما لا يُطاق ولا تهضمه عُقول المُعتدلين ....
ليتك يا أمي إلينا تعودين ليومٍ لحين
لأستبصرَ من الوانِ عَينيك البصيرة والنَّور في كل حين..
أقبل ُ وجنتيك ..
أشتم من كفيك عِبق التُّرابِ الزَّيتون والتَّين
فلروحك يا أمي السَّكينة
وفي الفردوسِ الأعلى غرفةٌ لك ونصيب
وسلامي لك أنهمار الدُّموع
و فيضُ أدعية..
في كل يومٍ ذكرى وعيد ..
|