قال الله تبارك وتعالى عن كلمة يعزب "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ" ﴿يونس 61﴾ وَ ما يَعْزُبُ: و ما يغيب، وما تكون أيها الرسول في أمر مِن أمورك وما تتلو من كتاب الله من آيات، وما يعمل أحد من هذه الأمة عملا من خير أو شر إلا كنا عليكم شهودًا مُطَّلِعين عليه، إذ تأخذون في ذلك، وتعملونه، فنحفظه عليكم ونجزيكم به، وما يغيب عن علم ربك أيها الرسول من زنة نملة صغيرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر الأشياء ولا أكبرها، إلا في كتاب عند الله واضح جلي، أحاط به علمه وجرى به قلمه، و "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ" ﴿سبإ 3﴾ لا يعزب عنه: لا يغيب عن علمه، لا يخفى عليه، ولا يبعد عنه، و العازب: الكلأ البعيد المطلب، و العزيب: الرجل يبعد عن أهله وماله. وقال الكافرون المنكرون للبعث: لا تأتينا القيامة، قل لهم أيها الرسول: بلى وربي لتأتينَّكم، ولكن لا يعلم وقت مجيئها أحد سوى الله علام الغيوب، الذي لا يغيب عنه وزن نملة صغيرة في السموات والأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا هو مسطور في كتاب واضح، وهو اللوح المحفوظ؛ ليثيب الذين صدَّقوا بالله، واتَّبَعوا رسوله، وعملوا الصالحات. أولئك لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم، وهو الجنة.
وعن الاعزب: عن الامام الصادق عليه السلام (ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما عزب)، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (رذال موتاكم العزاب). وفي خبر آخر عنه صلى الله عليه وآله (أكثر أهل النار العزاب). وعن النبي صلى الله عليه وآله (من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بالله عز وجل). ولأن عبادة العازب ناقصة، وإنما مدح الله تعالى بنبي الله يحيى عليه السلام بالعزوبة بقوله "فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ" (ال عمران 39) لأن مقامه أعطى ذلك، فخرج عن الشهوة الغالبة على البشر. أن الله تعالى أثنى على الرسل بالتزويج في قوله تعالى "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَٰجًا وَذُرِّيَّةً" (الرعد 38).
جاء في كتاب مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول للعلامة المجلسي: قال أمير المؤمنين عليه السلام (لكنه سبحانه أحاط بها علمه وأتقنها صنعه وأحصاها حفظه لم يعزب عنه خفيات غيوب الهواء ولا غوامض مكنون ظلم الدجى ولا ما في السماوات العلى إلى الأرضين السفلى لكل شيء منها حافظ ورقيب وكل شيء منها بشيء محيط والمحيط بما أحاط منها) لم يعزب أي لم يغب.وقوله "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ" (الحديد 4) على إحاطة علمه بجميع الأشخاص والأمكنة ، فلا يعزب عنه سبحانه شيء منها، فلا يعزب اي لا يغيب. وعن علي بن الحسين عليه السلام قال: (الصمد الذي لا شريك له ولا يؤده حفظ شيء ولا يعزب عنه شيء) ولا يعزب اي ولا يغيب. ومن أسماء الله الحسنى السميع اي من يسمع بغير جارحة ولا يعزب عن إدراكه مسموع، ولا يعزب اي ولا يغيب.
|