ليس من عادتنا ولم تربينا أئمتنا (عليهم السلام) ولا عاداتنا الاسلامية والعشائرية على التشفي على مصيبة احدٍ قد اصيب بها وخصوصا لو كانت مثل تلك الزلازل التي ضربت تركيا الجارة القريبة للعراق جغرافياً البعيدة عنه اخوياً وانتماءً دينياً و- سأبين ما اقصد بهذا البعد- .
منذ الفترة الاولى لوقوع الزلازل في ارض تركيا وحصول الكارثة الانسانية وانهيار المباني على ساكنيها حتى خلفت ما زاد على أربع واربعين الف قتيل وألاف المصابين جراء ذلك الزلزال الذي مازال يضرب الاراضي التركية بين زلازل بدرجات قليلة او هزات ارتدادية نتيجة لتلك الهزة الكبرى الاولى.
ومن ذلك الحين هرعت الحكومة العراقية بتقديم الامدادات للمساعدة والاغاثة واشراك فرق الانقاذ والهلال الاحمر العراقي في عملية اجلاء وانقاذ الضحايا هناك.
وما زالت الحكومة العراقية تمد يد العون الى الجارة الحدودية تركيا لاعتقادنا بأن المبدأ الاسلامي يجمعنا كأخوة يقف أحدنا ليساند الاخر في محنه التي يمر فيها.
لكن لم تكن تركيا الجارة القريبة حدودياً البعيدة أخوةً عنا بنظرها هي برد الجميل لتلك الوقفات الانسانية التي وقفها العراق إلا بقط منابع المياه ومنع تدفقه للعراق الجار المساند التي لم تعتبره تركيا يوماً أخاً لها إلا بنظر المورد المالي لتجارتها التي بلغت ملايين الدولارات التي تأتي عبر تجارة الالبسة والاثاث وغيرها من السلع والبضائع الاخرى والتي يسعى سفيرها في العراق دوماً مناقشة زيادة حجم تبادلها ولم يسعى يوما ان يبادر ليناقش مسألة المياه وعدالة تقسيمها لان ذلك ليس فيه صفقة مالية تدر عليه من جيوب العراقيين ملايين الدولارات.
فرد الجميل بقطع منابع المياه عن العراق وشعبه مما ادى الى خلوا النهرين من المياه مما ينذر بكارثة انسانية تحذر منها الجهات الرسمية في العراق بل المنظمات الاممية فأين الاخوة الدينية التي تدعيها تركيا اتجاه العراق الجار.
فخير الخيارات العمل مع هكذا مواقف لا تنتمي من مبدأها الى الروح الاخوية الانسانية اولاً والدينية ثانياً إلا بالتعامل بالمثل فالحكومة العراقية اليوم ملزمة بأن تأتي بحق شعبها من الحصص المائية التي كفلتها له القوانين العالمية في التقسيم العادل للمياه بين الدول المتشاطئة من خلال ايجاد السبل القانونية إن لم تنفع السبل الدبلوماسية لتي لم تكترث لها تركيا طوال عقود من الزمن بعد بناءها جملة من السدود التي أثرت على اطلاق الحصص المائية للعراق من دون تدخل اممي للمنظمات الرسمية بمنع ذلك بل اظنها تعمد غض النظر عن تلك الكارثة المائية التي سعت لها تركيا وها هي اليوم تحصد ثمارها بعد بدأ جفاف نهري دجلة والفرات من مائهما.
|