على هرم
أتيناهُ يا صاحبي
على هرم
أتينا الى الوقت
بين براعم أيّامنا اليابسه
وبين غزارة غيث الرؤى
حيثُ تنبجسُ الكلمات
وينساقُ حرفٌ الى صنوه
ويخضرُّ معنى العبارة
في الأغنيات التي لم نكُن قبلُ
نطلقُها
وكنّا نُخبّئُها في خزانة
أسرارنا
من الريح
أو عسس عابر في ألأزقّة
أو أُذُن في جدار
على هرم الوقت
في العشرة الخامسه
أتيناهُ
لا شجرٌ خلفنا
ولا ثمرٌ
ولا ناقةٌ
ولا جملٌ
ولا طللٌ
ولا دمنةٌ دارسه
ولا ظبيةٌ لوّحت
في الخليط لنا
ولا نظرةٌ غادرت
في جوانجنا جذوةً
أو سحابه
ونحنُ على هامش الوقت
كُنّا
ومن حولنا
جرادٌ يحطُّ على الوقت
يمتصُّ أيّامنا
ولا أُفقٌ غيرُ أفق الرتابه
ولا صوتَ يا صاحب الدرب
غيرُ طنين ذُبابه
ولا خطوة خلفنا
في الأزقّة
غيرُ حذاء الرقابه
ولا زاد غيرُ رغيف التمنّي
نُغمّسُهُ بالكآبه
ولا وطنٌ
غير منفاي يا صاحبي
ومنفاك
في مصعد واحد
في الوطن !
أتذكرُ يا صاحبي ؟
أتذكر ساعة مرّ الهوى بيننا ؟
طريّ الجسد
جاهليّ الخُطى
أُمويَ الرؤى !
أتذكرُ ذاك ؟
ونحنُ على موعد للصعود
وكان على موعد ..
يُشاكسُنا في الممرّ
وحين اقتفى مرّة خطونا
التفتنا
توقّف
ثُمّ ابتسم
وابتسمنا
وراح يُبادلنا لغة المعجبين !
ونحن على هامش الوقت
نحجزُ طاولة
في مكان ألفناه يا صاحبي
حيثُ أشعارنا
وأسرارُنا
وحيثُ المُنى والمنافي
وحيثُ الهوى الأمويُّ
يبادلُنا لغة المعجبين
ويرسمُنا
فوق طاولة من الأسئله
وفي حقيبته
آلةٌ لالتقاط الجواب
ونحنُ نغيّرُ مجرى الحديث
كما ينبغي
الى موعد في رذاذ المطر
الى برعم
يُمزّقُ جلد الحجر
ونحنُ نغيّرُ مجرى الحديث
الى بيت شعر جميل
عن القمر المتخفّي
بجلبابه في النخيل
أتذكرُ ذاك
أتذكرُ يا صاحبي
وحين يغادرُنا خلسة
نعودُ الى سرّنا
ونحنُ نُؤسسُ
في ظلّ هاوية
مدرجا للصعود
ونحفرُ أغنية
لوقت جديد
على وتر الهاويه
|