دع (الزعاطيط) لا ترجو بهم همما ** إذا الزمان على تسييدهم عزما
وشح بوجهك عنهم بل تجاهلهم ** تزدد بنفسك إن جافيتهم عظما
ويح الزمان وقل تبا لفعلته ** إذا ( الزعاطيط ) شاءوا فيه مغتنما
إن شاء أن يأتوا إصلاحا بتبصرة ** فلا يزيدوه إلا غفلة وعما
قَولي (الزعاطيط )لا أعني الصبي ومن ** حديث عمر ولم يستحصل القِدَما
لا بل أولئك من خارت عقولهم **وما سوى عُجبٌ بالجهل فيها نما
ساقوا إذ استحوذوا من كان سيدهم ** يوما. ومن ظلمهم ما صاحبٌ سلما
حازوا نفوذا بشرعٍ من مُنَصِبِهم ** ساوى نفوذهم الجُهّالَ والعلما
فلا المثقف ينجو من جهالتهم ** ولا الأديب ولا الكُبَّار والحُكما
ولا حصافة لا ميزان يحكمهم **كل المقاييس فيهم أصبحت وهما
يتوق يمسك سوطا بعضهم بلظى **حتى بسوطه حقدا يجلد القلما
وراح يزري عزيزا ذَلَه زمنٌ ** وكان أمس جليل القدر محترما
عاث القساة وساد الظلم إذ حكموا ** وما لمن سيروا من منقذ وحما
حال (الزعاطيط )هذا حيثما وجدوا** فلا تلمهم وسر واسدي لهم صمما
هم صاغرون وهل فعل الصغير سوى ** تهور يغدو إن في غفلة حكما
لُم ِ الكبير الذي بالسهو سلطهم ** فينا أتوا نقماً كي يحرزوا النعما
وكم إلى الله يشكو من به ألم ** عسى سيبعد عن إحساسه الألما
وربما سوء أفعالٍ لنا كثرت ** فسلط الله فينا صاغرا حكما
|