• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جدد بضم الدال وفتحها في القرآن الكريم (ح 2) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

جدد بضم الدال وفتحها في القرآن الكريم (ح 2)


قال الله تبارك وتعالى "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ" ﴿فاطر 27﴾ جدد اسم، جُدَدٌ بفتح الدال: جبال ذات طرق، جدد: خطوط و طرائق ظاهرة، وهي كل طريق في الجبل يخالف لونُها لونَ ما يجاورها، و الجدد: في الأصل الأرض الغليظة المستوية، ومن الجبال جدد: جمع جدة، طريق في الجبل وغيره، وخَلَقْنا من الجبال طرائق بيضًا وحمرًا مختلفًا ألوانها، وخلقنا من الجبال جبالا شديدة السواد. جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى: "وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ" (فاطر 27) الجدد بالضم فالفتح جمع جدة بضم الجيم وهي الطريقة والجادة، والبيض والحمر جمع أبيض وأحمر.
جاء في معاني القرآن الكريم: جدد: الجد: قطع الأرض المستوية، ومنه: جد في سيره يجد جدا، وكذلك جد في أمره وأجد: صار ذا جد، وتصور من: جددت الأرض: القطع المجرد، فقيل: جددت الثوب إذا قطعته على وجه الإصلاح، وثوب جديد: أصله المقطوع، ثم جعل لكل ما أحدث إنشاؤه، قال تعالى: "بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ" (ق 15)، إشارة إلى النشأة الثانية، وذلك قولهم: " أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ" (ق 3) وقوبل الجديد بالخلق لما كان المقصود بالجديد القريب العهد بالقطع من الثوب، ومنه قيل لليل والنهار: الجديدان والأجدان، ويقال: لا أفعله ما اختلف الجديدان. قال تعالى: "وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ" (فاطر 27)، جمع جدة، أي: طريقة ظاهرة، من قولهم: طريق مجدود، أي مسلوك مقطوع.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ" ﴿فاطر 27﴾ "جُدَدٌ" جمع جدّة على وزن غدّة بمعنى الجادّة و الطريق. "بِيضٌ" جمع أبيض كما أنّ حمر جمع أحمر و هو إشارة إلى الألوان. "غَرَابِيبُ" جمع غربيب على وزن كبريت و هو المشبّه للغراب في السواد، كقولك أسود كحلك الغراب. و عليه فإنّ ذكر كلمة "سُودٌ" بعدها و التي هي أيضا جمع أسود تأكيد على شدّة و حلك السواد في بعض الطرق الجبلية. و احتمل أيضا أن يكون التّفسير: ألم تر أنّ الجبال نفسها مثل طرائق بيضا و حمرا و سودا مختلفا ألوانها خطّت على سطح الأرض، و خاصّة إذا نظر إليها الشخص من فاصلة بعيدة، فانّها ترى على شكل خطوط مختلفة ممدودة على وجه الأرض بيض و حمر و سود مختلف ألوانها. على كلّ حال فإنّ تشكيل الجبال بألوان مختلفة من جهة، و تلوين الطرق الجبلية بألوان متفاوتة، من جهة اخرى، دليل آخر على عظمة و قدرة و حكمة اللّه سبحانه و تعالى و التي تتجلّى و تتزيّن كلّ آن بشكل جديد.
جاء في المعاجم: جُدَدٌ جمع جُدَّة، وهي الخطَّةُ والطريقَةُ، قال امرؤ القيس كأَن سَراتَهُ وجُدَّةَ مَتْنِه * كنائِنُ يَجْرِي فَوقَهُنَّ دَلِيصُ. جُدَّةَ مَتْنِه: الخطَّة السوداء التي تراها في ظَهْرِ حِمارِ الوَحْشِ، وكل طريقةٍ جادَّة وجُدَّة. والجدد جمع جُدَّة: الخطة السوداء في متن الحمار.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=177235
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 01 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12