ما تقدم كان في الكعبة المشرفة بما هي كيان قائم واحد متكامل والبحث يقع في بعض اجزائها من حيث دلالات النصوص الكاشفة  عن قيمة روحية وامر واقعي له اثاره فيما وراء المادة والحس.
الحجر الاسورد
الحجر الاسود من حيث الموقع يحتل جزءا مميزا في احد اركان الكعبة واخذ ذلك الركن منه اسمه فاصبح يدعى بركن الحجر.
موقعية الحجر في الجانب التشريعي انه الموضع الذي يبدأ من الطواف واليه ينتهي فهو نقطة الانطلاق والانتهاء،  كما انه يستحب استلامه وتقبيله.
اتفقت النصوص على ان الله تعالى لما اخذ من العباد  مواثيقهم اودعها لدى حقيقة عبرت عنها بعض النصوص انها درة من درر الجنة ونصوص اخرى انها ملك من عظام الملائكة اودعت لديه تلك المواثيق ثم حوله الله تعالى في الجانب المظهري الى شكل اخر واختار له ان يوضع في ركن الكعبة المشرفة، وانه يشهد لمن زاره بتعاهد الميثاق وبذلك علل الدعاء عند الوصول الى الحجر حال الطواف ( امانتي اديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة) 
وحقيقة الحجر بهذا المعنى كانت خفية على الناس او انهم اضاعوا تلك الحقيقة كما اضاعوا الكثير من الحقائق بعد ان طال عليهم الزمن واتبعوا الاهواء وخالفوا دين ابراهيم (عليه السلام)   وتحولوا الى الشرك وعبادة الاوثان وساد فيهم الجهل والبعد عن الله وران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.