النجف الاشرف /احمد محمود شنان
يعد الفن احد وسائل الضغط وأدوات التغيير التي تنتهجها الشعوب المتحضرة في تشخيص السلبيات ومعالجتها وفي تحديد الايجابيات وتعزيزها، فرقة أضواء النجف رأت من المناسب أن تعمل على تشخيص تلك السلبيات ومعالجتها بطريقة فنية ساخرة وهادفة حيث قدمت في باكورة أعمالها مسرحية"حكام أخر زمان" من إعداد وإخراج الفنان فارس الشمري وتمثيل نخبة من الممثلين الشباب على خشبة مسرح منتدى الشباب في النجف الاشرف.
مخرج العمل قال متحدثاً عن تجبرته الاولى "نحن كفرقة جديدة نعرف جيداً ما تعني النجف وجمهورها فهي مدينة ولادة للمبدعين والفنانين والأدباء والشعراء ورجال الدين فالحمد لله نرى كل فترة تخرج مجموعة تبدع في مجال عملها ومن بينهم فرقتنا وفي باكورة أعمالها قدمت هذا العرض وهي تحرص على أن يؤدي المسرح دوره ومهمته من خلال عروض جادة باسلوب كوميديا تارة وتراجيدي تارة أخرى".
ويضيف المخرج الشمري "نعمل على تقديم عروض لا تستخف بعقل الجمهور لان الجمهور النجفي جمهور مثقف وذواق وواع ولا تنطلي عليه مسائل الاستخفاف بالإضافة إلى حاجته إلى الكوميديا فانه بحاجة أيضاً إلى الهدف من خلال فكرة تطرح أو قضية تناقش تهم المجتمع وتسعى لرقيه وتقدمه".
وعن أهداف العمل المسرحي الذي اتسم بالجرأة أوضح الشمري "استطعنا في أول عمل أن نشير إلى الأشخاص المتسترين باسم الدين أو الذين يتخذونه عباءة وما شخصية القاضي في المسرحية إلا رمزاً لسلطتي القضاء والتعليم فان صلحا صلح المجتمع "حسب تعبيره.
ويردف الشمري "ونحن من خلال شخصية القاضي وجهنا إلى كل مسؤول أن يعمل على تطبيق كلامه في حياته ومواقفه فلا ينهض المجتمع ولا يرتقي إلا بالصدق".
لافتاً إلى وجود خلل والفن حسب قوله قادر على التغيير فالمسرح رسالة من خلالها ننقل الجمهور والمواطن ما نريد أن نقوله ونعبر به عن إحساس المشاهد تجاه الواقع الاجتماعي والمعاناة.
الحضور الذي خلا من أي مسؤول رغم تقديم الدعوات لهم عزا الشمري ذلك إلى قلة الجمهور الذي منع المسؤولين من المجيء بالإضافة إلى احترام الوقت من قبل إدارة المسرحية في إشارة إلى طلب المسؤولين التريث في بدأ العرض احتراماً للالتزامات مع الآخرين .
يذكر ان الساحة الفنية النجفية تشهد حراكاً فنياً يسير بوتيرة متصاعدة اشتد مع اقتراب انطلاق الفعاليات الثقافية لمشروع النجف الذي اؤجل لاسباب عديدة منها عدم اكتمال البنى التحتية للمشروع التي في مقدمتها قصر الثقافة الذي يعد صرحاً ثقافياً كبيراً يضم عدداً من القاعات وسينما ومسرح وان اكتماله سيسهم كثيراً في الرواج الثقافي والفني في المحافظة التي طالب مجلس محافظتها ان تكون عاصمة للثقافة العراقية. |