: ألا إنّ من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين : ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة ).
1- الرواية من أخبار الآحاد وليست متواترة ولا مستفيضة عند الشيعة والسنة.
2- واذا تتبعنا التاريخ نرى أن العدد المذكور في الرواية لم يقع لا لليهود ولا للنصارى ولا للمسلمين ، فلم يتفرقوا الى : واحد وسبعين واثنين وسبعين وثلاثة وسبعين .
3- أن هذا الحديث يؤسس للفُرقة بين المسلمين، ويمتدح فريقا من المتفرقين، ويستخدم لفظة أمة، في حين نجد أن القرآن الكريم يستخدم لفظة أمة في الامة الاسلامية ككل ، ويؤسس للوحدة ويذم الفرقة.(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)
4- أن هذا الحديث استخدم الانتماء للطائفة كمعيار للتقييم، في حين أن القرآن الكريم استخدم التقوى كمعيار للتقييم . (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير)ٌ .
5- من خلال هذه الرواية، فإن الأمة الإسلامية هي الأسوأ بين الأمم، ودليل ذلك أنها الأكثر تفرقاً، وهذا مخالف لما جاء به القرآن الكريم ، من أن هذه الأمة هي خير الأمم قال تعالى:( كُنتُمْ خيرَ أُمَّة أُخرجَتْ للنّاسِ تأمُرُونَ بالمعروفِ وتَنهَونَ عَنِ المنكرِ وتؤمنونَ باللهِ ).
6- أن هذا الحديث يؤسس لطريقة مغلوطة في الحكم على الآخرين رفضها القرآن الكريم، وعلى ضوء هذا الحديث يقول أهل السنة: ليست الشيعة على شيء، وتقول الشيعة :ليست أهل السنة على شيء، وكذلك بقية المذاهب .
واذا ما أنعمنا النظر في كتاب الله تعالى نجد أن القران الكريم يذّم هذه الظاهرة ، قال تعالى : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ). فالقران الكريم واضح في إن أمر الحكم على المختلفين فيما اختلفوا فيه، إنما هو لله تعالى ويكون في يوم القيامة وليس في الدنيا.
7- الحكم على الجميع بالنار باستثناء فرقة واحدة مخالف للرحمة الالهية :(وَمَاۤ أَرسَلنَـٰكَ إِلَّا رَحمَة لِّلعَـٰلَمِينَ .