دعت قطر والامارات وتلتهما البحرين بمغادرة رعاياها لبنان ونصحت مواطنيها بعدم السفر اليه ، هل هو التصعيد الاعلامي الذي يسبق العاصفة ؟ هل يضمر الاخوة من حكام الخليج شيئا لم يعد معروفا الان ؟ لماذا هذا التصعيد المفاجئ ضد لبنان على خلفية بعض المناوشات الطبيعية ؟
اذن لبنان بعد سوريا هو المقصود بالتصعيد الطائفي ومن ثم جر حزب الله الى الرد لتصبح المعادلة مضبوطة ومتوازنة ، سوريا العلوية وحزب الله اللبناني في صفقة واحدة ، ثم يتحرك المد الوهابي ليخفف الضغط في سوريا و تصعيد جديد لإغراق المنطقة بالصراعات المذهبية ، فتكون لبنان الارض البديلة عن العراق وسوريا وستنطلق منها الشرارة الاولى.
هكذا يفهم من ذلك التصعيد الاعلامي ..لأننا نستغرب من هذه التصريحات لمنع المواطنين من الذهاب الى لبنان ونصح الاخرين بمغادرته دون انذار مسبق وكأن لبنان يحضّر لكي يكون ساحة للصراع الطائفي المقبل ، لقد بات الامر واضحا بان هناك نية لدى هذه الدول او ان لديها علما مسبقا بما سيجري من مخططات لإشعال المنطقة بالاقتتال الطائفي.
هل يعلم السادة السياسيون المجتمعون – اليوم- في النجف بهذا الامر؟ ام انهم لا يعلمون بما سيحدث ، فان كانوا لا يعلمون بذلك فالأولى ان لا يوصفوا بالقادة وان كانوا يعلمون فالأفضل ان نكشف المخطط الذي يراد للشيعة ان تكون ضحيته.
لم يعد الزمان والمكان نفسهما اللذان غدر بالشيعة يوما فيهما ، لقد تغير الزمن وانكشف المستور ، وشيعة اليوم افضل قدرا وأحسن حظا مما مضى وأكثر عددا ، لكن مع الاسف ان قادتهم لا يشعرون بالخطر المحدق بهم لانهم لا ينظرون الى التاريخ نظرة فاحصة ، ولم يستفيدوا من تجاربه ، وكيف غدر الاقربون بهم قبل الاعداء ..
ان الاحداث بدأت تتسارع بشكل لافت للنظر فبعد ان اعلنت ثلاث دول خليجية بإنذار رعاياها بعدم السفر الى لبنان ، اعلن المجتمعون في ( كامب ديفيد ) اليوم ( امريكا والدول الثمانية بما فيهم روسيا ) ان الحل في سوريا يجب ان يكون سياسيا وسلميا وهذا يعني عدم تأييد العنف المسلح الذي دار من قبل في سوريا والذي بدأ يخف بعدما نقلت الانباء عن خلافات كبيرة بين قادة المعارضة السورية في الخارج وتضعضعها في الداخل ، وبعد انتهاء الاجتماع صرح الرئيس الامريكي اوباما : ان قادة الدول جميعا تعتقد ان الحل السلمي والانتقال السياسي هو الافضل ..
ان هذا الخبر يؤكد ما ذكرناه - سابقا - وهو ان المنطقة مقبلة على صراع داخلي بين الشيعة والسنة يبدأ من لبنان بعدما شعروا ان سوريا قوية ولم تفلح معها جهود استخدام السلاح ، فالنظام لازال قويا ، لذلك يجب ان يبدأ الصراع في منطقة اخرى ، تكون اكثر استعدادا لاشتعال الشرارة ، وبذلك ينأى الغرب وأمريكا بنفسيهما مرحليا عن المصير والنتائج التي ستشهدها المنطقة ، ولكن ستتدخل بعدما تتصارع الاطراف وتتحارب تحت رعاية الامم المتحدة بحجة حماية المدنيين وتامين المناطق الامنة لهم وهكذا يعاد تقسيم المنطقة من جديد وبإرادة اهلها وبفضل الدور التآمري لدول الخليج والسعودية والتي ستمول كل العمليات اللوجستية والقتالية ، وحينها لا تحتاج اسرائيل ان تشن حربا على ايران لان الصراعات المذهبية هي الكفيل للقيام بتلك الحرب البديلة ، وهكذا يخوض العرب فيما بينهم حرب الانابة مع ايران ..
هنيئا لكم ايها العرب المغفلون بهذه الادوار المخربة ؟!!
انتبهوا جيدا لما يدور حولكم يايها القادة قبل فوات الأوان اللهم اشهد فاني قد بلغت. |