• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كلمة جرز في القرآن الكريم .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

كلمة جرز في القرآن الكريم

قال الله تبارك وتعالى "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ ۖ أَفَلَا يُبْصِرُونَ" ﴿السجدة 27﴾ الجرز: الأرض الميتة اليابسة لا نبات فيها، الأرض الجرداء اليابسة التي لا تُمطر إلا مطراً لا يُغني عنها شيئاً، والتي تحرق ما فيها من النبات و تُبطله، و "وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا" ﴿الكهف 8﴾ جرزا: ترابا لا نبات فيه، الجرز الارض الجرداء اليابسة التي لا نبات فيها. ورد في الروايات: سيأتي اليوم الذي تتجرد فيه الدنيا من زينتها فلا يبقى منها شيء.
وفي تفسير القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: "صَعِيدًا جُرُزًا" ﴿الكهف 8﴾ قال: لا نبات فيها. جاء في جامع البيان لابن جرير الطبري: حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: صعيدا جرزا قال: الجرز: الأرض التي ليس فيها شئ، ألا ترى أنه يقول:"أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا" (السجدة 27) قال: والجرز: لا شئ فيها، لا نبات ولا منفعة. والصعيد: المستوي. وقرأ: لا ترى فيها عوجا ولا أمتا قال: مستوية: يقال: جرزت الأرض فهي مجروزة، وجرزها الجراد والنعم، وأرضون أجراز: إذا كانت لا شئ فيها. ويقال للسنة المجدبة: جرز وسنون أجراز لجدوبها ويبسها وقلة أمطارها قال الراجز: قد جرفتهن السنون الأجراز يقال: أجرز القوم: إذا صارت أرضهم جرزا، وجرزوا هم أرضهم: إذا أكلوا نباتها كله.
عن تسيير سحب الأمطار إلى أعالي الجبال يقول الإمام علي عليه السلام: وفسح بين الجو وبينها، وأعد الهواء متنسما لساكنها، وأخرج إليها أهلها على تمام مرافقها، ثم لم يدع جرز الأرض التي تقصر مياه العيون عن روابيها، ولا تجد جداول الأنهار ذريعة إلى بلوغها، حتى أنشأ لها ناشئة سحاب تحيي مواتها وتستخرج نباتها. وقال ابن عباس الجرز التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا. عن ابن عباس في قوله " إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ" (السجدة 2) قال هي أرض باليمن وقال أبو عبيدة الأرض الجرز اليابسة الغليظة التي لم يصبها مطر. في تفسير علي بن إبراهيم في قوله عز وجل: "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ" (السجدة 2) الأرض الخراب.
جاء في كتاب تحقيق في كلمات القرآن الكريم: الجرزة: القبضة من القتّ و نحوه أو الحزمة ما يشدّ من الحطب و غيره، و الجمع جرز مثل غرفة و غرف، و أرض جرز بضمّتين: قد انقطع الماء عنها فهي يابسة لا نبات فيها. جرز: أصل واحد و هو القطع، يقال جرزت الشي‌ء: قطعته، و سيف جراز: قطّاع، و أرض جرز لا نبت بها كأنّه قطع عنها. قال الكسائي و الأصمعيّ: أرض مجروزة من الجرز و هي الّتي لم يصبها المطر، و يقال هي الّتي أكل نباتها. و الجروز: الرجل الّذي إذا أكل لم يترك على المائدة شيئا، و كذلك المرأة الجروز و الناقة، و يقال أرض جارزة: يابسة غليظة يكتنفها رمل. أنّ حقيقة مفهوم هذه المادّة: هو الانقطاع الخاصّ، أي كلّ ما كان خارجا عن حالة طبيعيّة و هي الاخضرار و النّمو و جريان الماء و النعومة و رغد العيش، فيقال أرض جارزة أو جرز أو مجروزة أو جرز أو جرز، و سنة جرز أي مجدبة، و سيف جراز باعتبار قطعه تنعّم العيش و الحياة، و ناقة جراز باعتبار أكله أرض زراعة حتّى تصير يابسة، و رجل جروز إذا أكل ما في المائدة و جعلها خالية عن الطعام، و هكذا. ثمّ إنّ صيغ جرز و جرز و جرز و جراز كلّها من صيغ الصفات المشبهة كالجنب و الصلب و الحسن و الشجاع. و لا يخفى انّ الجزر و الجزّ و الجزع و الجزم قريبة منها في المفهوم الكلّي.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: الجرز تعني الأرض القاحلة التي لا ينبت فيها شئ قط، وهي في الأصل من مادة جرز على وزن مرض بمعنى القطع، فكأن النباتات قد اجتثت من مثل هذه الأرض، أو أن الأرض نفسها قد قطعت تلك النباتات. والطريف هنا أنه قد عبر ب‍: نسوق الماء "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ" (السجدة 2) وهو إشارة إلى طبيعة الماء توجب بحكم ثقله أن يكون على الأرض وفي المنخفضات، وبحكم كونه مائعا يجب أن ينزل إلى أعماق الأرض، إلا أنه عندما يصله أمرنا يفقد طبيعته، ويتحول إلى بخار خفيف يتحرك إلى كل الجهات بهبوب النسيم.
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: والجرز: الأرض التي لا تنبت كأنها تأكل النبت أكلا، يقال: أرض جرز، وأرضون أجراز. وقال سيبويه: يقال جرز الأرض فهي مجروزة وجرز هما الجراز والنعم، ويقال للسنة المجدبة: الجرز، لجدوبها ويبسها، وقلة أمطارها. قال الراجز: (قد جرفتهن السنون الأجراز). ويقال: أجرز القوم إذا صارت أرضهم جرزا، وجرزوهم أرضهم: إذا أكلوا نباتها كله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=174306
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12