• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل كان تلاميذ يسوع يعلمون برفعه. .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

هل كان تلاميذ يسوع يعلمون برفعه.

 

كانت فكرة الشبيه او البديل الذي يحل مكان يسوع لكي يُلقي عليه اليهود القبض كانت شائعة بين تلاميذ يسوع المسيح (حوارييه).ولكن لم يكن أحد يعلم من هو الشبيه الذي سوف يحلّ مكان يسوع لكي يمنحهُ فرصة النجاة. وهذه العقيدة موجودة في كل الأديان أن يقوم اقرب شخص للنبي بالتضحية بنفسه من أجل نجاة النبي من مكر قومه ــ كما فعل مثلا علي ابن ابي طالب عندما نام في فراش النبي لينجو من مكر قريش وغدرهم ــ ومن هنا نرى أن يسوع عندما قال لهم بأنه يجب أن يرحل . (أنا معكم زمانا قليلا بعد. ستطلبونني، حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا.قال له سمعان بطرس: يا سيد، إلى أين تذهب؟ أجابه يسوع: حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني.قال له بطرس: يا سيد، لماذا لا أقدر أن أتبعك الآن؟ إني أضع نفسي عنك! أجابه يسوع: أتضع نفسك عني؟ الحق الحق أقول لك: لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات).(1)

تقدم بطرس وطلب من يسوع أن يحل مكانه.

من هذا النص نفهم أن قضية شبيه يسوع كانت متداولة بين التلاميذ ومن هنا فإن بطرس طلب من يسوع (أن يضع نفسه عنهُ) لكي يُقتل مكانه. ولكن يسوع رفض لأن الشبيه جاهز.وهذا ما كان يعلمهُ بطرس، ولذلك عندما انكر بطرس معرفته بيسوع المسيح عند محاكمته فقد كان يعرف انه ليس يسوع المسيح بل شبيهه انكرهُ ثلاث مرات عندما اتهمه اليهود بأنه من اتباع يسوع. فبطرس لم يكن كاذبا، بل كان صادقا لأنهُ يعرف أن الشخص الذي تتم محاكمته ليس يسوع فيقول الإنجيل : (أما بطرس فكان جالسا خارجا ، فجاءت إليه جارية قائلة: وأنت كنت مع يسوع الجليلي!فأنكر قدام الجميع قائلا: لست أدري ما تقولين! فأنكر أيضا بقسم: إني لست أعرف الرجل!).(2) نعم بطرس لا يعرف الرجل فقد صدق لأن الواقف أمامه كان شبيه يسوع وليس يسوع.

دليل آخر أن بطرس كان يعلم أن انكار يسوع المسيح قدام الناس يعني الكفر، لأن يسوع سبق وأن اخبرهم بذلك كما نقرأ وصيته لهم (من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السماوات).(3) وإلا بماذا تُفسر لنا الكنيسة انكار بطرس لسيّده يسوع خصوصا وأن بطرس هو مؤسس الكنيسة الأولى وأن يسوع المسيح اوصاه (وأنا أقول لك : أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي).(4) فهل يأمره يسوع ببناء كنيسته الأولى ويعتمد عليه في ذلك ، ثم يقوم بطرس بالارتداد وانكار يسوع فيكون كافرا؟

إذن ، إذا كان الشخص الذي يقف للمحاكمة ليس يسوع المسيح وهذا ما أكدهُ بطرس بانكاره له ، فأين يسوع في هذه اللحظة؟

كان يسوع في هذه اللحظة يتهيأ للصعود منتظرا السحابة سحابة أورت التي سترفعهُ ــ لربما مركبة ــ وكان يوصي تلاميذه الوصية الأخيرة و بعد ان اوصاهم يسوع قائلا لهم : (ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض). وبعد ان أتمّ وصيته نزلت السحابة واخذتهُ من بينهم : (ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم.وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق، إذا رجلان قد وقفا بلباس أبيض،وقالا: أيها الرجال، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء).(5)

هذا هو الصحيح الذي ذكرته الاناجيل مجتمعة من أن يسوع ارتفع الى السماء ، أما خرافة أن يسوع تم اعدامه ثم دفنوه ، وبعد ثلاث أيام قام من قبره وارتفع للسماء فهذه كلها خزعبلات غايتها ترسيخ عقيدة التجسيم بأبشع صورها وهدفها جذب الأمم الوثنية إلى المسيحية هذه الأمم التي تأبى أن تسجد لرب لا تراه ، ولذلك اخترع الكهنة مسألة الصلب ليضعوا يسوع فوق الصليب وينصبوه امام الامم الوثنية لكي تعبد ربا تراه امامها. وهذه فكرة يهود ية خبيثة لتحريف ديانة يسوع لأن اليهو د لا يؤمنون إلا بإله مادي تراه اعينهم وتلمسهُ ايديهم ويأكل معهم (قالوا ارنا الله جهرة. فقال الرب لموسى ، لن يروني من قدّام وإنما سانزل واسير بينهم ولينظروا لي من الخلف لأن الذي يرى وجهي يموت).

المصادر:

1- إنجيل يوحنا 13: 33 ــ 38.

2- إنجيل متى 26: 74.

3- إنجيل متى 10: 33.

4- إنجيل متى 16: 18.

5- سفر أعمال الرسل 1: 8 ــ 11




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=173722
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 10 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12