• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زيارة المالكي إلى كركوك له أم عليه ؟ .
                          • الكاتب : صلاح الهلالي .

زيارة المالكي إلى كركوك له أم عليه ؟

ما أن انعقد اجتماع مجلس الوزراء العراقي في كركوك حتى ثارت حفيظة الساسة الأكراد بصورة غير مسبوقة لتدخل العلاقة بين الإقليم والمركز منعطفا ً خطيرا تصاعدت فيه التصريحات والاتهامات المتبادلة على خلفية هذه الخطوة ويبدو أن الأخوة الأكراد قد بيتوا النية مسبقا ً أوهم قاب قوسين أو أدنى من ضم كركوك إلى إقليم كردستان بدليل أنهم تعاملوا مع زيارة المالكي إليها وعقده اجتماع مجلس الوزراء هناك بأنه تجاوز على الحدود واستفزاز .. ؟ وكم تمنينا لو أن موقف كهذا يتخذ تجاه التجاوز الحقيقي في القصف اليومي المستمر على طول حدود الإقليم من قبل إيران وتركيا والذي سبب هجرة جماعية لقرى حدودية كاملة لحقتها من جراء ذلك أضرار مادية ومعنوية , يبدو أن الأخوة الكرد نسوا أن كركوك محافظة عراقية مهما كانت خصوصيتها ومن حق الحكومة العراقية أن تؤدي دورها فيها من كافة الجوانب إدارية كانت أو ما يتعلق بتقديم الخدمات لأبناء المحافظة عامة و الاطلاع على الواقع الخدمي فيها في أقل تقدير كما يحق للحكومة المركزية دستوريا ً من زيارة محافظات إقليم كردستان أو عقد اجتماعات مجلس الوزراء هناك إلا إذا كان رأي آخر لحكومة الإقليم يقضي بعدم جواز ذلك ..؟؟ ثم ألم تسأل حكومة الإقليم نفسها أن ما تعترض عليه تقوم به يوميا ً وقواتها الأمنية تجوب كركوك طول بعرض وتعمل حتى على تغيير الواقع على الأرض , هناك حقائق غائبة عن الكثيرين منها أن تعيين في دوائر محافظة كركوك أو حتى الشركات العاملة هناك لأبناء العرب أمر صعب وصعب جدا ً وغير مسموح به ثم لماذا هذه الفرقة وما هو السبب في ذلك أهي ميزانية الإقليم البالغة 17 مليار دولار والتي لا تعرف لحد الآن آلية دستورية لاحتسابها و جلها من نفط البصرة في الجنوب وهي تفوق ميزانية حتى العاصمة ذات الثمان ملايين نسمة ..؟ أم هو احتفاظ حكومة الإقليم بنسبة 90 % من دخلها عن المنافذ الحدودية والسياحة وإبرام العقود النفطية غير الدستورية أو حتى ما يعرف عن تهريب النفط عن طريق الحدود إلى دول الجوار والذي أكدته وزارة النفط في بغداد مرارا , ثم أن عقد اجتماع مجلس الوزراء الاتحادي في كركوك لم يكن الأول من نوعه بل جاء ضمن سلسلة اجتماعات عقدت في الناصرية والبصرة ومحافظات أخرى قوبلت جميعها بالترحاب لما تمثله من دعم لتلك المحافظات والاطلاع عن كثب عن كل ما يعوق أداء الأجهزة الإدارية والخدمية هناك ومنحها الصلاحيات اللازمة لتجاوز تلك المعوقات , ثم ما هذه الزوبعة التي أثيرت على تأكيد رئيس الوزراء أن هوية كركوك عراقية وما المطلوب أن تكون هويتها أن لم تكن كذلك تركية مثلا ً أو سورية وهل تستطيع حكومة الإقليم حماية كركوك أذا ما تعرضت لا سامح الله إلى خطر أو تهديد خارجي ..؟ وإذا كان اجتماع مجلس الوزراء في كركوك يمثل استفزازا للأكراد لماذا لم تكن كذلك زيارة رئيس الإقليم إلى كركوك قبل شهرين واجتماعه بمجلس المحافظة وما هو الوجه الرسمي لتلك الزيارة وذلك الاجتماع , إن ما يثير الشك والريبة هي تلك التحركات الأخيرة التي قام بها رئيس إقليم كردستان لدول المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية وما تسرب عنها من طرح مطلب يتضمن إعلان الدولة الكردية في شمال العراق والذي جوبه بالرفض من قبل أمريكا لمعرفتها إن أمر من قبيل ذلك سيفتح الباب أمام احتمالات كثيرة لا يستطيع أحد التنبؤ بعواقبها , إن التصعيد الأخير قد بدر من قبل حكومة الإقليم وترجم بعدم حضور الوزراء الأكراد في الحكومة المركزية اجتماع كركوك ومن ثم ردة الفعل غير المحسوبة بعد يوم المتمثلة بزيارة وفد من حكومة الإقليم يرأسه نائب رئيس وزراء الإقليم والاجتماع بمجلس المحافظة جملة هذه المعطيات تجعل المسؤولية تاريخية في عاتق رئيس الوزراء نوري المالكي أن يتعامل بحكمة وأمانة تجاه محافظة كركوك هذه المحافظة التي تميزت بتنوع أطيافها خاصة ً بعد أن طفت إلى السطح مواقف كان ينتابها بعض الغموض والضبابية لمن ليس له إطلاع عن كثب وأن لا يتساهل في ابسط الأمور بالحق إن كان بخصوص الميزانية أوالعقود النفطية أو أمور أخرى ليس لنا بها إطلاع لأن ذلك سيؤدي إلى التمادي أكثر وستصعب لأمور أكثر مما هي عليه الآن وسترتفع أسقف المطالب وليعلم الجميع إن حكومة إقليم كردستان لم تكن صاحبة جميل في بقاء الإقليم ضمن حدود العراق وهي لن تنتظر لحظة في إعلان الدولة الكردية شمال العراق لو إنها علمت إن ذلك ممكن على أرض الواقع وانه سيحظى بمقبولية دول الجوار وأن ذلك لن يؤدي إلى ضياع الحلم الكردي في الدولة الكردية إلى الأبد . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17359
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14