ليلتان على اعتاب بابك يا علي، طفل لم يغف له جفن، واقداح لم يجف لبنها لأجلك.
انتظار الموت اصعب من لحظات الرحيل، عشنا سكراته اضعافاً مضاعفة!
الليلة تجددت فينا الأيام الثقال!
صرخات تشق جدران القرية!
تعالت اصوات النساء و الايتام،
هناك يتيم يخاف تجدد اليتم في قلبه،
هناك أم تخشى فقد اخ واب لوليدها!
على من يتكأوا بعد، ويقولوا يا علي؟
الوقوف دونك امر خطير!
انحدرت سيول الفقد صوب ريحانات المرتضى،
(حسن، حسين، زينب، ام كلثوم، عباس، عبد الله، عثمان، جعفر….. )
تكهفت نبتات قلوبهم المنكسرة رؤوسها!
الزهراء <ع> في السماء تنتظر أن يتجدد فيها اللقاء بحبيبها.
ام البنين <ع> في الأرض أشتدت على قلبها نار الرحيل!
هدمت دموع الفراق رثة المباني الريفية،
تهاوت معها الأحلام، والأكتاف!
غاب القمر!
خفتت أنوار النجوم!
ارتدى الليل ثوب الحداد!
الأرض حزينة برحيل صاحبها!
تشربت السماء السابعة روحه.
رحل وترك نصف الاشياء لم تكتمل!
هناك صيام ناقص، وفرض لم ينجز!
رحل علي! و أخذ معهُ الايادي الدافئة، تلك المعادلة التي لم يفهمها سوى اب وطفله!
رحل و أخذ معه قلبه الواسع الرقيق كالقطن؛ ملجأ الفرار من جوع الحياة.
رحل واخذ صوته الحنون الذي لا يشبه اصواتهم.
رحل علي وترك خلفه يتم لا نهاية له، تحت المصير المحتوم.
(أنا لله وأنا إليه راجعون)
|