• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : دمعة وأذان ... .
                          • الكاتب : نرجس مهدي .

دمعة وأذان ...

إبنة الشريفين واخت السيدين وربيبة أخلاق بيت الوحي ..
ثورة بركان في قالب إمرأة ..
تلفع أسمها بالإباء ..تجلببت بالعفاف ..وتسنمت التقوى ..
هي مولاتي زينب (عليها السلام ) ترعرعت وهي مدركة لدورها ألوجوبي الذي أعدته لها عناية السماء ..كحجة متممة لدور أخيها سيد الشهداء (عليه السلام) ..
وهذه العناية قد زودتها بذلك الحظور ألذهني الشفاف وأللسان الفصيح ألمتحرك بتلك البلاغة الطالبية والرؤية ألعلوية ..
كانت في مجمل مواقفها تفرض كاريزما بشخصها وحظورها على النفوس ..
تقنع بفصاحتها العقول ..فكانت (سلام الله عليها ) ألصرخة المدوية التي هزت الأركان وترددت في فضاءأت الأكوان ..
لقد برهنت أن الهدف ألرسالي الذي أكملته وربطته بشغاف قلبها ..هو الأسمى ..
لم يكن احد من أهل بيت العصمة مؤهلاً لإتمام المهمة غيرها ..
لقد أنجزتها ورسخت العقيدة وأعلنت كلمة الحق ..ولم تكن هذه المهمة سهلة كما يتصور البعض !
بل تكاد تكون مستحيلة لو حاول أي كان ألقيام بها ..
وقفت بطلة كربلاء وقفة شموخ لاتعرف للهزيمة لون ..ولاللخنوع درب ..
ركزت في مسيرتها على إيقاظ الظمائر في كل خطبة كانت حركة إنعطافة  استفاقة للمجمتع ..
لم يعرف الوهن قلبها ..لاهدأت روحها ولا استكانت ..بل كانت تغمرها بالحب الإلهي وتسقيها من نبعة الشعور الصافي ألتي تنهال عليها من فيوضات المنان وتتخلق لها مثاليات الإصطفاء والأخلاص وتحيل حاضرها ليصبح ماضيها كالآت .
وتحول وعدها الى مستقبل لبشرى عظيمة ، لدق أسفين ألحق وتنسج الحروف القدسية بالرفعة ...ووراثة الإمامة بالسمو القدسي ..
وعندما تكون المشاعر بهذه الشفافية العالية ترى بريق زهرة طافحة بالندى والشذى ..
وهذا بالضبط ماجال في فؤادها وربط بين اضلاعها ..
فحولت آلامها العظمى إلى لذة روح باركتها الملائكة المرفرفة على أرض المنية ..
فرأت كل ذلك جميلاً ..لأنه بعين الله تعالى .
لكن نجوم السماوات واجمة حزينة ..أطرقت برأسها وسالت دموعها دماً حزناً على سيدة الخفرات ..وفخر المخدرات ..
لقد ألقت سيدة الصبر خطباً كالبذرة  في أعماق العقول ..وتبثها كنقطة ضوء في دهاليز صدورهم المظلمة إلى أن أصبحت اشعاع يجذبهم ويلقهم الى مداها ...
حتى أتسعت مداركهم لمبادئ عاشوراء ألتي أوصلتها العقيلة إليهم ..
وأخذت هذه المبادئ تستنهض قرائحهم وأذهانهم ..بعد أن أصموا  أسماعهم لنداءات سبط الرسول حينما نبههم ..
رضاعهم بصبابة كصبابة الإناء ، ومسرتهم بخس العيش كالمرعى الوبيل وبتجاهلهم مايرونه من باطل ..
إلى أن قدم نفسه امثولة تضحية حية هزتهم من الاعماق .
نعم : وإن كانت كربلاء قد وضعت أوزارها ، إلا أن اللبوة الطالبية لم تضع وزرها يوماً ..
لم تتقاعس عن تكملة دورها المرسوم بيد القدرة ..
وكان طبيعياً أن تزيد وتيرة كشفها للحقائق التي حاول بنو امية (لعنهم الله ) في إخفائها عن العوام من الناس فانطلت عليهم الخدع والأكاذيب والتزييف ..
وما أن وصلت الودائع مدينة رسول الله (صل الله عليه وآله الطاهرين )
حتى أتقدت كشعلة واحدة تصل ليلها بنهارها في إقامة مجالس العزاء حزناً على سيد الشهداء والثلة من اهل بيته وصحبه الكرام .
وقد فعلت تلك المجالس فعلها في النفوس بإثارتها الغيض والحنق على جرائم بنو أمية (لعنهم الله )
وتهيجاً للخواطر والمشاعر لقتل حزب الله النجباء ..بحزب الشيطان الطلقاء ..
ولازالت راية العقيلة ترفرف خفاقة بيد الأبطال المجاهدين الذين سمعوا صوتها فوعوا الدرس ..
وساروا على نهج الحق .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172701
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13