عجيب أمر تلك المرأة التي استوقفتني، وأنا مار على بعض تلك الأزمنة، قالت قف لأحدثك عن قصتي فهي غريبة، وتنفعك ما دامت تبحث في سفر مولاي الحسن العسكري (عليه السلام)، لقد كانت وظيفة زوجي سجاناً، وقد كلف بحبس الإمام الحسن العسكري في منزلنا، وكانت معاملته قاسية جداً، ويتعمد الأذى في خشونة المعاملة، كنت دائماً أنصحه فلا يفيد به النصح، أقول له: اتق الله يا زوجي بمن هو سجينك وسجين داري، ربما لا تدري بمن هو حبيسك فدعني اعرفك به، انه الامام الحسن العسكري، هذا الرجل السراج الخالص والصامت التقي الزكي، يا زوجي اتقِ أذى هذا الرجل فهو القدوة الإنسانية والإخلاص الرباني .
قبلك يا زوجي كلف الخليفة رجلين من الأشرار ليؤذيانه، فتابا على يديه، وأصبحا من الفضلاء، اشهد الله يا زوجي ان هذا الرجل المحبوس في دارنا هو أستاذ للعلماء، وزعيم للسياسة، وعلم تأنس له النفوس اعترف بفضله حتى خصماؤه، واذا بزوجي يتعصب ويثور ضدي ويقرر أن يرمي مولاي الحسن (عليه السلام) للسباع الضواري، قلت: وما الذي جرى؟ قال: حدثت الكرامة التي أبهرت زوجي وأرعبته من الخوف، حين وجده يصلي والسباع حوله، وكأنها تحميه من الأذى، هذه شهادتي دوّنها عندك، وانا اعلن براءتي من زوجي ومن معه الى يوم الدين.
|