الفرزدق هو هو همّام بن غالب بن صعصعة التميميّ الداريّ ولد عام 19 للهجرة، وكنيته أبو فراس، ويرجع سبب تسميته بالفرزدق لتجهّم وضخامة وجهه، ومعنى كلمة الفرزدق الرغيف حيث كان وجهه يشبه ذلك من الضخامة والتعقرات، ولد الشاعر في كاظمة البصرة عام 38 للهجرة. كان يكنى بأبي مكيّة بأسم ابنته مكية، توفي الفرزدق في بادية البصرة، وقد كان من العمر المئة عامٍ. ومن أشهر قصائده مدح الامام زين العابدين عليه السلام التي بدايتها (هذا الذي تعرف البطحاء وطأته) في حادثة ذكرتها كتب ومصادر عديدة منها كتب ابن خلكان وأبو الفرج. والقصيدة تذكر صفات الامام زين العابدين عليه السلام: هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ * وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ * هذاالتّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ هذا ابنُ فاطمَةٍ إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ * بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا وَلَيْسَ قَوْلُكَ مَن هذا بضَائرِه * العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا * يُسْتَوْكَفانِ وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ إذا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها * إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ يُغْضِي حَياءً وَيُغضَى من مَهابَتِه * فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ يَكادُ يُمسِكُهُ عِرفانُ راحَتِهِ * رُكنُ الحَطيمِ إِذا ما جاءَ يَستَلِمُ اللَهُ شَرَّفَهُ قِدمًا وَعَظَّمَهُ * جَرى بِذاكَ لَهُ في لَوحِهِ القَلَمُ.
بين الشاعر الفرزدق أن الامام علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام الملقب بالسجاد وزين العابدين معروف في بطحاء مكة عند الحجيج في إحرامهم وحلهم من الإحرام. واشارة هذا يعني أن الامام عليه السلام معروف عند الناس أنه من خير العباد وطاهر ونقي كيف لا وهو يرجع الى فاطمة عليها السلام والرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ويديه لا ينضبان من العطاء والكرم، وهو صاحب الاخلاق الحسنة الذي يتحمل معاناة الناس ومنهم الفقراء والعبيد، فقد ورد ان عديد من عوائل المدينة الفقيه كان يعولهم ويعتق بأمواله العبيد. وله الهيبة مبتسم وطيب الرائحة. ومكانته واضحة في لوح الله المحفوظ.
جاء في رواية الطبري: الفرزدق من مواليد البصرة وكان يذهب للكوفة هربا من زياد الذي كتب إلى عامله على الكوفة عبد الرحمن بين عبيد: إنما الفرزدق فحل الوحوش راعى القفار فإذا ورد عليه الناس ذعر، ففارقهم إلى أرض أخرى، فاطلبه حتى تظفر به فعندما علم الفرزدق هرب من الكوفة إلى والي المدينة سعيد بن العاص وهو يومئذ والي المدينة من قبل معاوية مستجيراً به فأجاره. قى في مكة والمدينة وبعدها ذهب الى البحرين والى اليمن .وبعد موت زياد ابن أبيه عاد إلى مدينة البصرة وعاش فيها عيشة بسيطة بين اخوته وعشيرته حتى مات سنة 114 أو 110 هجري في البصرة عن عمر يناهز الأربعة وتسعين عاما. يعتبر الفرزدق وجرير من افضل شعراء الهجاء او ما يسمى بشعر النقائض، بالإضافة إلى تمكنهما في بقية أنواع الشعر، فكل واحد منهم يهجو شعر الاخر. وشعر النقائض والهجاء هو نقيض شعر آخر عادة لاسقاطه.
قول الفرزدق في مسلم بن عقيل عليه السلام وهاني بن عروة رضوان الله عليه: فأن كنت لا تدرين ما الموت فانظري * الى هاني في السوق وابن عقيلالى بطل قد هشم السيف وجهه * وآخر يهوى من ذمار قتيل. وللفرزدق ابن اخت شاعر معروف هو الكميت بن زياد وهو شاعر بني هاشم.