الموالون من تيار القطع والبتر في فتح لأشدّ أو لأوهَى (أضعف) الأسباب يتحدثون من موقع السلطوية المؤقتة، والنفوذ الذي هو بالحقيقة والواقع غير الدائم، وليس من موقع الجمع وتقنين الروافد لتصب في النهر الكبير. فلا تفهم هذه الفئة الانتهازية منطق الأبواب المفتوحة والصدور المنشرحة والرحابة لتبقي الشباك أو حتى كوّة (طاقة) صغيرة أمام "الضالين" أو المعارضين اليائسين، أو حتى المختلفين لطعنة صدر أو وكزة كتف.
من المفهوم في الإطار النظري أن النقد والرقابة والمحاسبة وتقديم التقارير وعقد الاجتماعات الدورية، ودورية المؤتمرات تُعَدُ من ضوابط العمل السياسي والتنظيمي الداخلي في أي تنظيم سياسي، ولكن يجادلك المعارضون، أو حاليًا المفصولون أو المهمشون أوالمنبوذون، أوالخارجون بإرادتهم بالقول الصاعق: ومتى كان التنظيم يسير في بحر بلا أمواج؟ أو متى كانت الواجبات بمستوى الحقوق؟ أو متى كانت الحياة التنظيمية تخضع للآليات التنظيمية الصحيحة من تخطيط وتواصل واتصالات ومؤتمرات واجتماعات ومتابعة دؤوبة فعالة؟ لتقول أنك تمتلك حق إيقاع العقوبة وأنت الأولى بها؟
لو عدنا قليلًا للتاريخ الفتحوي العريق لوجدنا أن المخططات ضد شخص الأخ الرمز ياسر عرفات من خارج الحركة كانت كثيرة فتعرض لعديد محاولات الاغتيال من الأنظمة المختلفة وأتباعها، ومن الصهاينة حتى فتكوا به فمات كما أراد شهيدًا رحمه الله ورحمنا وإياه.
ومما يعلمه الفتحويون أن المعارضة (أو المختلفون بالرأي) داخل فتح كانت ذات رأس مرفوع في إطار اللجنة المركزية ذاتها، وعلى طاولتها، ولكنها تلتزم بقيم المصداقية والودّ حتى في أصعب حالات الاختلاف.