• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : الحمامة البيضاء  .
                          • الكاتب : علي طعمه .

الحمامة البيضاء 

 كان لعمو زهير حمامات بيض جميلة تسحر السماء وتلعب في الجو، تفتح النفس وتفرح القلب، وما أن احتل الدواعش القرى المجاورة، وهبّ الرجال مع أبناء الحشد حتى أوقفوا زحفهم، وعلى طرف المواجهات كان بيت عمو زهير، كانت الحمامات البيض تطير كل صباح، فتملأ السماء بهجة وتملأ قلوب الدواعش غيظاً، يرمون الحمام برشقات مكثفة تهبط على إثرها خائفة، وكأنها تدرك الخطر.
 أصبح الحمام بمثابة السرب المقاتل من الطيارات المقاتلات، وبدأوا يقصفون البيوت مستهدفين الحمام، قلت له: عمو لا تدعها تطير؛ كي لا يستهدفها العدو ولم يسمع كلامي، وحتى الحمام أصبح يتجرأ فيخترق مقراتهم، ثم يعود وهو يشعر بالانتصار.. فهِمَ القضية هذا الحمام، فتعمد في مضايقتهم، وهو يلعب وسط نيرانهم.
 سألته: لِمَ الدواعش يخافون الحمام..؟ أجابني: لأنه يمثل حمامة السلام، صرت أتوسل به عمو، أبعد الحمام عن خطر الحرب، قال لي: دع الحمامات تطير، فهي تمرست على مواجهة العدو، وصارت غاراتهم موجعة بالنسبة لهم، لا نعرف ما لهم والحمام..؟ أي خطر ممكن أن يسببه..؟ لماذا لا يفرحون بها مثلما نفرح نحن؟
 وذات صباح، وجه قناص بندقيته الى السماء، فأصاب حمامة بيضاء سقطت في منطقة وعرة، قررت أن أذهب للبحث عنها، تعبت كثيراً الى أن وجدتها حملتها وهي تنزف وأتيت بها الى عمو زهير.. وهي ما زالت تتنفس.. وبقيت حزينا انتظر الأيام عساها تستعيد عافيتها حمامة السلام.. وتفرحنا بطيرانها ثانية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171797
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13