نَهَضَ يُقَاوِمُ أوجَاعَهُ..
أمسَكَ بِمَنسَأةٍ يَتَوَكَّأُ عَليهَا, وَ يُحَطِّمُ بِهَا الضَّعفَ الَّذِي ألمَّ بِهِ جَرَّاء المَرض الَّذِي لازمَهُ مُنذُ أيَّامٍ .
بَدَا الكَون أصْغَر بِكَثِيرٍ مِنْ امتِدَادِ حُزنِهِ
عِندَمَا كَانُوا بِقُربِهِ كَانَ يَقبِضُ شُعَاعَ الشَّمسِ
وَ يَنسِجُ مِنهُ طَرِيقًا لِلحَيَاةِ
وَ هَا هُمْ مَهَّدُوا المَسَارَ لِلحُرِّيَّةِ وَ ارتَقَوا
تَنَهَّدَ مَلِيًّا
رَاحَ يَتَأمَّلُ تِلكَ الأقْمَارَ الشَّامِخَةَ عَلَى الأسِنَّةِ
وَ كُلَّمَا هَطَلَ اليَاقُوتُ عَلَى التُّرَابِ تَأجَّجَ اشْتِعَالًا بِجَذوَةِ الانْتِصَارِ ..
مَرَّ بِجَانِبِ النَّهرِ
حَيثُ استَقَرَّ القَمَرُ عَلى ضِفَافِهِ
خَاطَبَهُ مُستَعْبِرًا أنَرتَ دُرُوبَ السَّالِكِينَ بِالوَفَاءِ..
وَ ألهَمتَ البَسِيطَةَ مَعنَى العَطَاءِ..
استَعَادَ شَيئًا مِنْ صَلابَتِهِ
حَمَلَ أَحْزَانَهُ الثَّقِيلَة وَ مَضَى يَحرُسُ أزهَارَ السَّمَاءِ
لَكِنَّ المَشهَدَ لَمْ يُغَادِرْ
قَلبَهُ الدَّامِي فَقَدْ تَغَلغَلْ فِي أعْمَاقِ نَفسِهِ
استَمَرَّ فِي نَحِيبِهِ حَتَّى تَحَوَّلَ ذَلِكَ النَّحِيبُ لِأهزُوجَةٍ سَمَاوِيَّةٍ تُرتِلُهَا المَآذِنُ..
وفاء الطويل..
|