ان اهم ركيزة سعى اليها الأنبياء والأئمة المعصومين عليهم السلام هي ركيزة التوحيد باعتبارها الاساس في اساسيات الديانات الإلهية وانهم عليهم السلام قد حملوا راية التوحيد ابتداءا من ادم عليه السلام والختم بخاتمهم( صلى الله عليه واله ) ومن بعدهم اهل البيت عليهم السلام والاولياء والصالحون ، وان الاسلام قد ركز على قاعدة التوحيد في مصادره المعرفية سواء في القرآن الكريم و السنة المطهرة للنبي صلى الله عليه واله ونهج البلاغة والروايات الشريفة الواردة عن الأئمة الطاهرين( عليهم السلام ) ، وايضا مانجده في ادببات الزيارة من استحضار الذوات المقدسة التي بلغت ذروة الكمال البشري وهم الذي يقفون في قمة الهرم التوحيدي والذين نالت نفوسهم الاصطفاء الالهي بإخلاصهم لتلك الراية وفناء حياتهم من اجلها على طول التاريخ لهداية الانسان والبلوغ به الى مراتب الكمال، فنقرأ في زيارة الامام الحسين عليه السلام المعروفة بزيارة وارث وغيرها في بعض العبارات والفقرات (السلام على آدم صفوة الله، السلام على نوح نبي الله، السلام على ابراهيم خليل الله، السلام على موسى كليم الله، السلام على عيسى روح الله، السلام على محمد حبيب الله) فنجد في هذه الزيارة استحضارا للذوات المقدسة التي حملت راية العبودية لله عزوجل و التوحيد الالهي ٠
وان هذه القاعدة الأساس التي تشكل المحور الأساس في الأديان الالهية انها قد أخذت بشكل واضح جدا كمعلم معرفي مهم وركن أساس لزرعه في نفوس شيعة أهل البيت عليهم السلام من خلال ممارسة الزيارة واستيعاب مفاهيمها ودلالاتها الواضحة ٠
ولاشك أن الإمامة الإلهية في النظرية الشيعية تمثل حقيقة التوحيد بل انها تقوم بدفع الانسان نحو الله عزوجل ٠
لذا نجد في أدبيات هذه الزيارات الحث العملي للسير في خطى من حمل راية التوحيد وتؤكد على مفهوم التوحيد ، فمثلا ما ورد في بعض أدبيات زيارة المعصومين عليهم السلام هو ممارسة عبادة الله ذكر عزوجل، فنجد عند الاستئذان لزيارة مولى الموحدين الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هو ذكر تكبير الله (١٠٠) مرة ، أو الذكر(٣٠) مرة ثم بعد ذلك تمجيد الله وتسبيحه(لا اله الا الله الحليم الكريم، لااله الا الله العلي العظيم، لا اله إلا الله نور السموات السبع ونور الارضين السبع ونور العرش العظيم).
فهذا الاعلان التوحيدي عند الذين هم اخلصوا لدين الله وتوحيده وضحوا بحياتهم من اجلها وعندهم (عليهم السلام ) وانهم هم يشكلون السبيل الى الله وهم الإدلاء على الله عزوجل ٠ وان الذكر بالصيغ المتعددة الذي يرد في نصوص الزيارة هو في حقيقته وتكراره بشكل دائم يستبطن معاني الولاء لله عزوجل والتجرد عن غير الله تعالى ٠
اذن ممارسة الزيارة لها دلالات عقائدية دأب اهل البيت عليهم السلام الى تقوية معانيها واثارها في الفرد الشيعي كعمل وسلوكيات لغرض استقامته في حياته اليومية وتحصينا له للحفاظ على معتقداته الحقة ومواجهة تحديات اخطار الانحراف٠
شيخ محمود الحلي الخفاجي/ ١٣صفر/ ١٤٤٢هج
|