
الغرابة ليست في الكبش الذي ذبحه إبراهيم بل هناك شيء اغرب من ذلك وهو لماذا اختبر الرب إبراهيم بأن يذبح ولده وماذا يقصد بذلك وعندما امتثل للامر بأي كبش فداه ؟الله لا يضرب الامثال للناس اعتباطا ، بل ان الرب (سيّد الحكمة) كما يصفه الكتاب المقدس . إذن يتبين لنا من خلال هذا النص في سفر التكوين 22: 13: ((أن الله امتحن إبراهيم، فقال له: يا إبراهيم!. خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه وأصعده هناك ــ واذبحهُ ــ على أحد الجبال الذي أقول لك وأخذ ــ إبراهيم ــ بيده السكين ثم مد إبراهيم يده ليذبح ابنه. فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده عوضا عن ابنه. ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء وقال: بذاتي أقسمت يقول الرب، أني من أجل أنك فعلت هذا الأمر، ولم تمسك ابنك وحيدك،أباركك مباركة، وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر، ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، من أجل أنك سمعت لقولي).
المسيحية فهمت النبوئة جيدا ولذلك فهي تصر على أن الكبش الذبيح الذي فدى إسماعيل هو يسوع المسيح، فقد عرفوا أن الكبش رمز إلى ذبيحة عظيمة جدا، ولكنهم خابوا عندما رأوا أن يسوع مصلوب ــ حسب عقيدتهم ــ وليس مذبوح.
إذن القصة كلها تتكلم عن نبوءة امة عظيمة سوف تخرج من صلب هذا الشاب إسماعيل وستكون امة عظيمة جدا ثم يحصل فيها احداث من جملتها شخص يُذبح على شاطئ الفرات يكون من هذه الامة العظيمة، بمثابة امتحان لهذه الأمة. ولذلك فإن مزاعم التوراة بأن الذبيح هو اسحاق لا اساس لها من الصحة لان ذرية اسحاق ليست امة عظيمة وليست بعدد رمال البحر ابدا . لابل ان امة اسحاق اصبحت من العن الامم التي انتجت لنا بني إسرائيل (اليهود). بينما انجبت ذرية إسماعيل الأمة المرحومة التي يصفها الرب بأنها الأمة الوسط، والتي عليها تقع مسؤولية التصدي لأمة اسحاق الملعونة وعليها ايضا مسؤولية تأسيس دولة العدل الإلهي.
|