• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صديقي يحتكر الديمقراطية .
                          • الكاتب : علي وحيد العبودي .

صديقي يحتكر الديمقراطية

لي صديق كثيراًً ما أراه مبتسما ويمازح الآخرين، ويمكن ان يُقال عنه انه (صاحب نكتة). هذا الصديق تراه يتغير فجأة عندما يتصفح موقعه على الفيس بوك، فيبدأ بإثارة المشاكل مع هذا وذاك من خلال الأسئلة التي يطرحها في القضايا السياسية والأمنية للبلد.
ولا أنكر حرصه وحبه لوطنه الذي يتجلى في تعليقاته، والتي أحرص دوماً على قراءتها. الا ان مايعيبه عدم تمتعه بروح الديمقراطية في الحوار والتعليق.
فعندما يطرح هو سؤالاً أو رأياً في موضوع معين، مطالباً بقية أصدقائه بمعرفة رأيهم في الموضوع، تراه بعد دقائق ينتفض ويتكلم بعصبية شديدة حول فلان لأن تعليقه لم يعجبه، فيبدأ بالحديث عن التعليقات التي لاتتناغم مع أفكاره ويقول فلان لايفقه شيئا في السياسة وفلان لا يعرف مايجري ويدور في العراق.
ذات يوم قلت له ياصديقي العزيز متصفحو هذا الموقع وأقصد (الفيس بوك) غيروا أنظمة ورؤساء بعد ان أصبحت تدار الثورات عبر مواقع التواصل الإجتماعي والتي يعتبر الفيس بوك في مقدمة هذه المواقع، وهو متاح لجميع الناس حتى في الدول التي لاتتنفس الديمقراطية، ومن حق أي شخص ان يقول ويعبر عن رأيه كيفما يشاء  فلماذا هذا التشنج والعصبية؟. كما تعطي الحق لنفسك ان تتكلم مثلما تريد، عليك ان تعطي الحق لكل الناس ان يقولوا أي شيء دون تخوف أو تردد.
كيف بنا ان نؤمن بالديمقراطية وحرية الرأي ولانتقبل أراء غيرنا من الناس. قال لي انهم يقولون كلاما غير واقعي وغير مجدٍ. فقلت له ماتراه ليس واقعاً قد يكون عندهم هو الكلام الاجدر ان يُقال. ومن غير المعقول ان يكون جميع الناس بمختلف عقولهم وأفكارهم مؤيدين لما نقول.
الصراحة لم أفلح في تغييره ومازلت أراه يومياً بنفس النهج التهجمي، ولا أعرف لماذا يصر على وجع الرأس وهو يرفض الكثير من آراء أصدقائه الذين أضافهم هو بنفسه في (قائمة الأصدقاء) الخاصة بصفحته على الفيس بوك.
صديقي، عاشق الفيس بوك قد يظن نفسه بطلاً للحوارات والتعليقات، لكنني أقول له بملئ الفم لاتصادر حرية الناس وأفكارهم لترجعنا إلى زمن أصبح فيه كل شيء مغيبا من حرية الرأي إلى أبسط الأشياء. ولا تكن كأصحاب القرار من المسؤولين والسياسيين الذين لايهمهم سوى إجهاض الديمقراطية وحرية الرأي من خلال محاربتهم لوسائل الإعلام والصحافة التي تكشف لنا كل يوم حجم الفساد الإداري والمالي الغارق فيه هؤلاء الساسة.
نصيحتي لك صديقي العزيز ان تتمتع بالديمقراطية وتتعامل معها بروح المودة، شرط ان لا تحرم غيرك منها.
 
 
alikhassaf_2006@yahoo.com
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=17135
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15