• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : (ثريا المكتبة)  كتاب (العباس ابن أمير المؤمنين عليه السلام)  .
                          • الكاتب : فاطمة محمود الحسيني .

(ثريا المكتبة)  كتاب (العباس ابن أمير المؤمنين عليه السلام) 

 (جمع ودراسة وتحقيق: مركز الدراسات التخصصية لأبي الفضل العباس (عليه السلام) في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة)

التعريف الأقرب لفن ادب الرحلات:- هو فن واسع يتعرض الى جميع نواحي الحياة، يعمل عليها المؤرخ والجغرافي وعلماء الاجتماع والاقتصاد ومؤرخو الادب والأديان والأساطير، شهادات مدونة تفتح امام المتلقي أحوال البلدان، وتقاليد وعادات وقيم الشعوب.
 ومن خصائص الأسلوب في نص الرحلة، انه يبتعد عن التكلف اللفظي والرموز المعقدة، ودوافع الرحلة قد تكون بعثة رسمية: كرحلة كارستن نيبور ضمن البعثة العلمية، وقد تكون بسبب النفي خارج البلاد، وهناك بعض الرحلات السياحية والبحث عن العمل.
 وكان مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) من تلك المراقد التي حظيت بزيارة كثير من الرحالة والمؤرخين، بعضهم يصور لنا البناء، وبعضهم يصور لنا الزائرين. ومن الأمور المهمة التي تعلمتها من الكتاب أولاً كان النظام المتبع هو عدم دخول غير المسلمين الى المرقدين، فالكثير من أدب الرحلات جاء وصفاً خارجياً للعتبة العباسية المقدسة، ومن الأمور الأخرى المهمة أن أهالي كربلاء لا يمتلكون أي تعصب ضد أولئك الرحالة بجميع اديانهم وانتماءاتهم، وبعض هذه المذكرات اعتمد عليها ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان)، وبعض الرحالة منهم عرب مثل: الهروي السيد عباس المكي، والشيخ مصطفى البكري، ومنهم من البوسنة أمثال: مطراقي زادة، ومن بريطانيا جاسوس بريطاني يدعى مستر همفر، ومن الهند رحلة الخواجة عبد الكريم، والرحالة الألماني كارستن نيبور، وأسماء المستشرقين ورحالتهم، والرحالة الحافظ الكرناكي هو ابن النواب عبد الهادي خان، ورحلته من اقدم الرحلات التي وصلت الينا من العهد القاجاري، وكان الرحالة الكرنانكي من الخطباء الاجلاء، وقد نصبت خيمته في بلاد المخالفين، واقام بها العزاء على الامام الحسين، ويقول: يستحق الشكر ان يقام العزاء على سيد الشهداء وفي بلد المخالفين الذين لا يسمحون حتى بسماع صوت العزاء، واليوم قمت بوضع الخيمة الجديدة وقرأت ملحمة سيدنا ابي الفضل العباس.
والملاحظة الأخرى التي ركز عليها جمع من المؤرخين خاصة الذين زاروا كربلاء في حدود 1850م ان في المخيم الحسيني توجد بئر معروفة باسم بئر العباس (عليه السلام) والناس يأخذون الماء من هذه البئر، فيغسلون به وجوههم، ويشربون منه؛ تبركاً وتيمناً، ويلعنون قاتلي سيد الشهداء (عليه السلام).
 وهناك وردت بعض مدونات الرحالة معلومات كثيرة عن الصحن الحسيني المبارك وعن صحن العباس (عليه السلام) حيث الصحن كانت مساحته 100 قدم في 100 قدم وابواب الصحن التي عدّها بعض منهم بخمسة أبواب، وبعض آخر اتبع حسب الزمان أي تبع زمان الرحلة أعدّها ثمانية أبواب.
 وعن طول المنارتين بـ30 ذراعاً، وعدوا أبواب الحرم بثلاثة أبواب، والضريح واحد من الفضة، وواحد من الفولاذ، والثريات مصنوعة من البرنج، وتحدثوا عن الكيشوانيات. وكما كان يوجد حوض مقابل الأبواب للتطهير وتفاصيل مهمة وردت عند بعض منهم لبناء الحرم والرواق والصحن ومنهم من ذكر وجود أربعة اواوين، وذلك عام 1863م سقف الحرم مكسوّ بالخشب ومرايا تكسو القبة التي عملها السيد إبراهيم القزويني بأموال مدينة (لكناهو – الهند).
 وبعض الأبواب كساها عدد من الموالين بالفضة، وذكر بعض أولئك الرحالة بأن الدولة العثمانية شيدت قلعة وقشلة على جهة السور المؤدي الى باب النجف؛ لتكون للحكومة ومحلاً لاستقرار العسك.
 ويروي بعض أولئك الرحالة عن مشاهداتهم جنائز المتنفذين والميسورين؛ كونهم يدفعون الرسوم والمصاريف ليدفنوا بمساحة الصحن المحيط بالضريح. ويروي بعض منهم عن عربات الحرم واعداد كبيرة من الحمير كانت تشغل الطريق.
 وكانت هناك ما بين الحرمين مسقفات، وغريب ما ورد عن بعض الرحلات والرحالين وخاصة تلك المحصورة في عام م بوجود رأس من الفضة كان رأس عبد اسود يتدلى من سقف العتبة واللون الأسود يغطي فضته، وقيل ان الشخص الأسود قد نذر لكنه لم يفِ بنذره فأصيبت رأسه ويداه بالفالج، فأسرع الى الإيفاء بنذره.
وروت ذاكرة الرحالين الكثير عن سرداب ابي الفضل العباس تحت الضريح، وهناك اوصاف جميلة عن مدينة كربلاء وردت عام 1877م بأنها مدينة كبيرة وفيها أسواق كثيرة، وفيها حدائق ونخل يسقيها ماء الفرات. وكتبت (مدام ديو لافوا) عن عادات العراقيين والبستهم واحوالهم الاجتماعية، وهناك من تحدث عن الاثار والكتابات والنقوش الاثرية القديمة.
 اصابني الحزن وأنا اقرأ في قضية منع المستشرقين من زيارة المرقد، ومنهم كانوا من اهل الاختصاص في الاثار والبروزة، ووجدت مسألة مهمة أن أغلب أولئك الرحالة هم من أصحاب المهام التخصصية يعملون في الفكر والثقافة، ولا يكتفون في مجال بحوثهم وانما تشغلهم لذة البحث عن الرحلة وعن كربلاء ومراقدها المباركة.
ونجد ان جيجي لوريمير زائر كربلاء عام 1904م – 1905م وهو يصف لنا من ناحية أخرى حادثة نجيب باشا وما تعرضت اليه مدينة كربلاء من احداث وتعدّ على ضريح العباس (عليه السلام)، احداث مريعة يرويها لنا الرحالة تشبه الى حد كبير ما فعله الطاغية البعثي في كربلاء، حولوا ساحة العباس (عليه السلام) الى ميدان قتال، وربطوا الخيول في أماكن مقدسة، وعزفوا الالحان الشعبية والاغاني التي تثير الرعب في نفوس الشيعة، وكأنه يتحدث عن دبابات الحكومة البعثية، وهي تقف وسط كل باب من أبواب الصحن، وتنشد الأناشيد الحزبية التي تمجد الطاغية.
 وجاء في أوراق احد المؤرخين بأن القنصل الأمريكي سنة 1904م منح القنصل التركي 23 الف جواز سفر لكل عام للزوار المسافرين على الخيول والبغال أو الحمير، وأما المشاة من النساء والأطفال ليسوا بحاجة لجواز سفر ويقدر عدد المشاية بمائة الف زائر وجاء في المذكرات في عام 1971م فتحت خزائن الائمة، كما فتحت السراديب بأمر السلطان عبد العزيز، وأخرج منها 77 طناً من المجوهرات التي تحولت الى نقود.
 ويذكر الصحفي (غ . ب الفرنسي) بعدما يتغزل بكربلاء ويقول في هاتين التربتين: من كل حدب وصوب زرافات زرافات من أبناء الشيعة قادمون اليها من ديار العجم والهند وكوة قاف (قفقاز) والبلاد الاقصية من قلب اسيا حيث يكثر الشيعيون، وكربلاء بدون الزوار مدينة فارغة بل لولا الزوار لما بقيت هذه المدينة الى يومنا هذا، وقد أثارت تلك المذكرات مسألة اليمين التي كانت تُؤدى من قبل الثوار في جميع العهود التي مرت. كتاب (العباس ابن أمير المؤمنين عليه السلام) كتاب نحن بأشد الحاجة اليه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171117
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13