• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التناصّ بين القرآن الكريم ومستندات واقعة كربلاء ( ١ ) .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

التناصّ بين القرآن الكريم ومستندات واقعة كربلاء ( ١ )

" التناصّ اصطلاحًا هو العلاقة التي تربط نصًّا أدبيًا بنصٍّ آخر ، أو استحضار نص أدبي داخل نص أدبيّ آخر ، وهو مُرتبط بوجود علاقات بين النصوص المُختلفة ، ويقوم على فكرة عدم وجود نص بدأ من العدم ، فكلّ نص موجود هو مُعتمد في وجوده على نص آخر إمّا في الفكرة وإما في استخدام التراكيب والألفاظ " .

 

ومن هذا المصطلح والمفهوم نريد أن نُجري تحقيقاً قرآنياً لنصوص ومستندات كربلاء ( دوافعها - كلماتها - والأحداث التي تخللتها والأهداف التي قصدتها وكذلك شخوصها وأبطالها .. ) ، من خلال إسنادها الى كلمات وآيات ومضامين الكتاب المجيد ومفاهيمه الخاصّة وكما يحصل في تحقيق الكتب والنصوص وإسناد أفكارها وعباراتها الى مصادرها التي أخذت منها او استندت عليها ..

فإذن ، عملنا هذا يمكن أن نسمّيه ايضاً بالبحث عن البُعد القرآني لواقعة كربلاء . ولهذا البُعد أهمّية بالغة في :

 

١. فهم كربلاء وادراك أسرارها . لأننا حين نعرض كربلاء على عواطفنا ، أو عصبيتنا ، أو خلفياتنا المتنوعة لها ، أو من خلال القراءات الأخرى المختلفة لكربلاء .. نكون عندها عرضةً للخطأ والتوّهم أو لظلم هذه الثورة والقضية المقدّسة . ولكن عند عرضها على القرآن المجيد وربطها به نكون قد سلكنا طريقاً آمناً في ذلك للكشف عن مؤدّى صحيح قدر الإمكان ، في الكافي عن أيوب بن الحر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : " كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف " . فالأصل في كل شيء اذن عرضه على الكتاب الكريم ..

 

٢. ليس بعيداً عن النقطة أعلاه ، فإن القرآن الكريم يساعدنا في حلّ الكثير من الاشكالات والاستفهامات والتوقفات التي قد تكون عند البعض اتجاه كربلاء .. فهو من قبيل ردّ المتشابه الى المحكم .

٣. التناصّ القرآني يساعدنا في حفظ مستقبل كربلاء من استغلالاتها المغلوطة - اذا صح التعبير - ، فضلاً عن صيانتها من التحريف المعنوي خاصةً بالنسبة للقراءات الجديدة او اي محاولة عبثية في أوراقها وإرشيفها الخاصّ ، فيصبح حينئذ يحكمها قانون : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) و ( لا اجتهاد مقابل النصّ ) .

٤. تعبيد الطريق الى أهداف كربلاء لتكون قطوفها دانية . فجعل هذه القضية ضمن قوالب قرآنية يعني ضمان الوصول إلى أهدافها . قال تعالى ( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) الإسراء ٩ .

٥. يمكن أن نستفيد منها تغذية راجعة للقرآن الكريم ، فيمكن أن تفسّر لنا كربلاء بعض نصوص القرآن الكريم ، من قبيل معرفة المفهوم من خلال مصداقه وواقعه الخارجي .. ولعل زيارتنا لأبي عبدالله ع في ليالي القدر ومخاطبته بالعبارة ( وتلوت الكتاب حق تلاوته ) وراءها هذا القصد ، فكربلاء تلاوة واقعية لكتاب الله وتجسيد عملي لمضامينه المباركة .. فهم تراجمة القرآن كما ورد صلوات الله عليهم اجمعين .

وغيرها من الفوائد والعوائد المهمّة التي قد نلمسها خلال البحث . وسيقع كلامنا ضمن محاور :

تأتي ان شاء الله تعالى ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171092
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13