• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الهجرة النبوية والحسينية في الميزان .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الهجرة النبوية والحسينية في الميزان

ائمة أهل البيت مثل الانبياء عليهم السلام تعرضوا للهجرة بعد تعرضهم للاضطهاد قبل وبعد الهجرة فمنهم من سجن وآخر قتل. والامام الحسين عليه السلام أحد الائمة الذين هاجروا بعد أن علم أن يزيد أمر واليه على المدينة بمضايقته بل اراد قتله، فخرج من المدينة ليلا الى مكة، وأرادوا قتله هناك فخرج مهاجرا منها الى العراق. وجاء في رواية: قال الامام الحسين عليه السلام في جوابه لرجل سأله: ما الذي أخرجك عن حرم الله وحرم جدّك رسول الله صلى الله عليه وآله؟ (إنّ بني أُميّة أخذوا مالي فصبرت، وشتموا عرضي فصبرت، وطلبوا دمي فهربت). كما فعل جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عندما هاجر من مكة الى المدينة بعد أن أرادت قريش قتله. فترك الامام علي عليه السلام في فراشه. وبما ان الامام الحسين عليه السلام قرآنه تطبيق وليس فقط قراءة فقد طبق الاية الكريمة "وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّـهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّـهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" (الحج 58)، و "وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" (النساء 100)، و "الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّـهِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُون" (التوبة 20). حيث قتل واهله واصحابه بمعركة الطف بكربلاء. إن عادة الذي يهاجر يحصل على مكان افضل الا هجرة أئمة أهل البيت فان هجرتهم قسرية إلى الكوفة وكربلاء وبغداد وطوس وسامراء فبالرغم من غربتهم فإنهم يضيق عليهم ويودعون السجون بل يقتلون.

فكما كانت قريش تنتهك الحرمات وتعمل الفواحش فان بني أمية لا يقلون عنهم جرما. واذا كانت قريش تشرك بالله فان بني أمية منافقون وهم اسوأ من المشركين قال عزمن قائل "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا" (النساء 145) وهم المعرفون بمقولتهم (لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل).

عندما طالب مروان بن الحكم بالبيعة ليزيد، فرد عليه لإمام الحسين عليه السلام: فَعَلى الإسلامُ السَّلام إذا بُلِيَت الأمَّة بِراعٍ مِثل يَزيد. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: صِنْفانِ مِن أمَّتي إذا صَلُحا صَلُحَتْ أمَّتي، وإذا فَسدا فَسَدَتْ أمَّتي. قيل: يا رسول الله ومن هما؟. فقال صلى الله عليه وآله: الفُقهَاء والأُمَراء. ولو أن هجرة الحسين عليه السلام الى العراق ظاهرها استلامه رسائل من أهل الكوفة، ولكنه عليه السلام كان متيقنا باستشهاده لأن مروان بن الحكم ذلك الخبيث لم يترك جواب الامام الحسين عليه السلام بدون أثر مستقبلي على حياته. قال الرسول صلى الله عليه وآله عن مروان بن الحكم (الملعون بن الملعون، ويل لأمتي مما في صلب هذا).

لما دخل الحسين مكة من المدينة كان غرضه الكوفة عمل كما عمل جده عند هجرته ذهب باتجاه الطائف عكس المدينة وقرأ "وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ" (القصص 22) لان يزيد امر والي المدينة ان يأخذ البيعة من الحسين بالقوة ولكنه تعامل معه بحنكة فعالج ذلك فخرج واهل بيته وثلة من اصحابه ليلا من مكة باتجاه الكوفة بمقالته المشهورة (هيهات منا الذلة) وقوله عند خروجه "الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ" (الحج 40) كما قال موسى عليه السلام عند خروجه خائفا يترقب " قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (القصص 21) وهي اول هجرة له هربا من الظلم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171064
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 07 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12